المرصد
«مؤتمر بايدن الفريد»
في زمن الترندات، أصبح أول مؤتمر صحافي يقيمه الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد مناظرته مع منافسه الرئاسي دونالد ترامب، والذي استمر ساعة، منتجاً إعلامياً وسياسياً وتجارياً اجتذب لمشاهدته 23 مليون شخص، طبقاً لـ«نيويورك تايمز»، هذا إضافة إلى ملايين آخرين من الأميركيين شاهدوا أو قرؤوا محتوى المؤتمر على منصات ومواقع لم يتم رصدها، بحسب «نيويورك تايمز» ومنصات ومواقع أميركية.
ويعتبر هذا الرقم قياسياً إذا ما قارنا بينه وبين المناظرة الرئاسية ذاتها بين ترامب وبايدن، التي لم يزدد عدد مشاهديها على 48 مليون شخص، رغم أن التوقعات بشأنها قبل إتمامها وصلت إلى 73 مليون شخص، لذا اعتبرت مناظرة من الثلاث الأقل مشاهدة منذ 1976.
وطبقاً لمنصة «نيلسون» المتخصصة في الأبحاث الإعلامية، فإن عدد المشاهدين في المؤتمر المشار إليه، تجاوز عدد مشاهدي حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخير، إذ لم يزدد عددهم على 19 مليون متابع، كما أنها استبقت البرامج الترفيهية المنتظمة في «إيه.بي.سي»، و«سي.بي.سي»، و«إن.بي.سي»، بحسب «نيويورك تايمز».
اكتسب مؤتمر بايدن الذي أقامه خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة أهمية خاصة، لوقوعه عقب إخفاق الرئيس الأميركي الحالي بحسب مراقبين سياسيين، في المناظرة المشار إليها، لكن خبراء إعلاميين يرون أن المؤتمر زادت جاذبيته لما هو أبعد من السياسة، وهو زلات بايدن المتكررة، وانتقادات ترامب الساخرة، وهي ظاهرة، بجناحيها، شكلت في حد ذاتها مادة إعلامية تشد الجمهور نحو المتابعة.
بايدن، الذي جاء المؤتمر الصحافي ليؤكد لياقته الصحية والبدنية، ويتحدى بإجراء الكشف الطبي عليه، لم يحرم جمهوره زلات لسان جديدة، فقال للحاضرين «والآن أقدم إليكم الرئيس بوتين»، بينما كان الشخص الذي يقدمه ويعنيه هو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما ارتكب خطأ ثانياً، قبل أن يبتلع جمهور الحاضرين زلته الأولى، فوصف «كامالا هاريس» بأنها نائبة الرئيس ترامب، رغم أنها نائبته.
حاول بايدن فتح صفحة جديدة، وتعديل مساره، والقول إن أداءه (السيئ) في المناظرة، كان بسبب إصابته بنزلة برد، والتخفيف من حملة أصدقائه من قادة الديمقراطيين عليه لسحب ترشحه، وآخرهم الممثل العالمي جورج كلوني، وتأكيد مواصلته بقوة حملته لإلحاق الهزيمة بترامب، لكن مراقبين أشاروا إلى أنه أخفق في فعل ذلك، وأن لعبة «الرئيس والعالم» في الولايات المتحدة انقلبت ضده.
اللافت أن بايدن رغم أخطائه، تلقى في مؤتمر «الناتو»، دعماً واسعاً لم يتوقعه من رؤساء دول، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال عنه «رأيته كما هو حاله دائماً، رئيساً مسؤولاً. كلنا تصدر عنا زلات لسان في بعض الأحيان، حدث ذلك لي من قبل مرات، وربما سيحدث غداً»، والمستشار الألماني أولاف شولتس قال «زلات اللسان تحدث، وإذا راقبنا شخصاً فسنرصد الكثير»، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قال «العمل مع بايدن شرف ومتعة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news