المرصد

«بايدن.. والإعلام: من خدع من؟»

تلقى الإعلام الأميركي اتهامين متناقضين، بشأن تغطيته لقضية ترشح الرئيس الأميركي جون بايدن للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي حُسمت بانسحاب بايدن من السباق الانتخابي الأحد الماضي في خطوة لم تفاجئ الكثيرين. ولخصت الصحافية في «الغارديان» البريطانية، مارغريت سوليفان، الاتهام الأول في مقال لها بالصحيفة في التاسع من يوليو الجاري، بالقول إن «الإعلام الأميركي شن حملة بلا هوادة على بايدن، ومهما قيل إنه كان لديه الحق في إجرائها، بسبب أداء وزلات بايدن، إلا أنها انطوت على مبالغات على المستوى الكمي والنوعي، وعلى مستوى تواصلها من دون توقف أو هوادة».

وقارنت سوليفان بين تغطيات الصحافيين الأميركيين لحملة بايدن وحملة ترامب، وترى أن التغطيات الصحافية مثلاً «تجاوزت في حملة الرئيس الأميركي السابق عن (مشروع 2025)، وهو المشروع الراديكالي اليميني الذي من المفترض أن ينفذه حلفاء ترامب، والذي من وجهة نظرها لا يقارن بعثرات بايدن»، كما تجاوزت التغطيات أيضاً عن «عدم لياقة ترامب المروعة للترشح الذي ليس فقط حاول إلغاء انتخابات شرعية، بل إنه لايزال بسببها ينتظر حكماً قضائياً بعد أن أُفرج عنه بكفالة فيها».

وتسير الصحافية الأميركية جينيفر شولز، في الاتجاه ذاته، أي تقول إن الإعلام الأميركي متحيز في التعامل مع بايدن، فترصد نشر «نيويورك تايمز» منذ انطلاق الحملة، لـ192 قصة خبرية عن بايدن (معظمها سلبي)، مقابل 92 قصة خبرية فقط عن ترامب.

أما الاتهام الثاني للإعلام الأميركي بشأن بايدن وترامب، والمناقض للاتهام الأول، فهو الخاص بوصم الإعلام من قبل البعض بإخفاء حالة بايدن الصحية عن الرأي العام الأميركي.

وتشير صحيفة «اللوموند» الفرنسية، إلى أن «الكثير من الأميركيين يشعرون بالغضب، و بأنهم خدعوا من البيت الأبيض والإعلام بشأن صحة بايدن». وتنشر الصحيفة تغريدة للملياردير الأميركي بال أكمان الذي يتابعه على حسابه على منصة «إكس» 1.3 مليون متابع، يقول فيها إن «الإعلام اليساري في أميركا كانت لديه الإمكانية للوصول إلى بايدن وفريقه، وهم جميعاً يعرفون حالته الصحية، لكن أخبرونا بعكس ذلك، لقد كذبوا علينا».

ويورد موقع «فوكس» تغريدة للجمهوري تيد كروز يقول فيها، إن «الإعلام والديمقراطيين إما كانوا جهلة بحالة بايدن، وإما كانوا يعلمون ويخفون على الجمهور.. الحالتان مرفوضتان».

لكن الخبير الإعلامي برين ستيلتر، الذي ألّف ثلاثة كتب في صناعة الإعلام، وعمل ميدانياً في «نيويورك تايمز» و«سي إن إن»، يرد ببساطة بأن «القصة ليست في هذه الاحتمالات الجدية، فواقع الحال أن أكبر الصحف الأميركية نشرت تقريراً مطولاً عن صحة بايدن، والجمهور الأميركي كان على علم بعمر بايدن، لكن كل ما في الأمر هو أن عدم كفاءة بايدن الذهنية لم تكن مؤكدة في البداية بما فيه الكفاية، وعندما تكشف ذلك، اختلف الموقف».

تويتر