تحتاج إلى شركاء وداعمين وحلفاء ومساعدين
كامالا هاريس تنقصها الخبرة كزعيمة وعليها أن تستمع للنصيحة
كامالا هاريس هي المرشحة الآن الأوفر حظاً، لتمثيل الحزب الديمقراطي في أقوى منصب في العالم. وتبدو غير مؤهلة إلى حد كبير، على الرغم من أنها ليست أكثر كفاءة من الرجلين اللذين ترغب في التفوق عليهما. وكان انتقاد إخفاقات الزعماء الذين قدمتهم الديمقراطية الأميركية منذ فترة طويلة، رياضة يمارسها الأوروبيون. وقد يكون من المفيد بدلاً من ذلك اقتراح نقاط القوة المحتملة لديهم.
وهاريس (59 عاماً)، هي محامية من ولاية كاليفورنيا وابنة لمهاجرين أكاديميين، فوالدها جامايكي وأمها هندية. وكانت طموحة للغاية، وترقت لتصبح المدعي العام في ولايتها، ثم باتت عضواً في مجلس الشيوخ في نهاية المطاف. وكانت أول امرأة وأول أميركية سوداء وأول أميركية من جنوب آسيا تتولى منصب نائب الرئيس.
فوز باراك أوباما
وعلى الرغم من أنه من المرجح أن تركز حملة دونالد ترامب خطوط الهجوم على عرقها وجنسها، فإن فوز باراك أوباما في الانتخابات مرتين، يشير إلى أن هذا لن يؤثر في رأي الناخبين. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة مستعدة لاستقبال امرأة في البيت الأبيض.
وتتمثل مهمة هاريس العاجلة في دمج الحزب الديمقراطي الممزق، وإن لم يكن على إيقاف ترامب في مساراته، فعلى الأقل على انتخاب كونغرس قادر على إعاقة طموحاته الأكثر جموحاً. وهذا يتطلب مهارات قيادية متعددة. وقام عالم السياسة البريطاني، آرتشي براون في كتابه المملوء بالتحديات، وعنوانه «أسطورة القائد القوي»، بهدم الفرضية القائلة، إن الشخصيات التي «تهيمن على زملائها وتركز عملية صنع القرار في أيديها» هي الأكثر جاذبية ونجاحاً.
وباستخلاص الأدلة من ضفتي الأطلسي، خلص براون إلى أن «القيادة الجماعية»، التي كثيراً ما ينظر إليها على أنها نقطة ضعف، هي في الواقع مصدر قوة. واستشهد بالرئيسين دوايت أيزنهاور ورنالد ريغان في الولايات المتحدة، وكليمنت ريتشارد أتلي وهارولد ويلسون في بريطانيا.
قدرة القائد على التصرف
وتستمد السلطة في بريطانيا من قدرة القائد على التصرف في انسجام مع الحكومة والحزب البرلماني. وعلى نحو مماثل، في الولايات المتحدة تكمن المهمة في تنظيم الأحزاب في الكونغرس، وفي التفاوض على الضوابط والتوازنات. ونادراً ما يفوز الزعماء بالتفوق على مؤسسات الحكومة وإخضاعها لإرادتهم، كما اكتشف ذلك الرئيس السابق باراك أوباما خلال نضاله من أجل قانون الرعاية الصحية (أوباما كير)، والحد من الأسلحة.
ويجب أن تكمن قوة هاريس في مكان آخر، وهو دعم مؤسسة الحزب الديمقراطي الموحد، الذي أصيب بصدمة، بسبب طريقة رحيل جو بايدن. ولهذه المؤسسة الآن مصلحة راسخة في الالتفاف حولها. وليس لديها دائرة انتخابية خاصة بها. وسوف تحتاج إلى شركاء وداعمين وحلفاء ومساعدين وفريق من الخبرة وأصحاب المواهب. ويتعين عليهم حشد الدعم في الولايات الرئيسة، وتعزيز نقاط قوتها وتقليل نقاط ضعفها. ولطالما كان العديد من الرؤساء السابقين يفتقرون إلى الخبرة في تولي المناصب العليا، لكن هذا لا ينبغي أن يكون عيباً. ولطالما أظهرت الأعمال التي قامت بها هاريس سواء كمحامية أو في لجان مجلس الشيوخ، ذكاءها الشديد.
وفي الأغلب يكون الاستعداد للتعلم أكثر فائدة من مجرد أن توهم نفسك بأنك تعلمت بالفعل. وطالما أن هاريس تستمع إلى النصيحة، فإن بإمكانها الفوز. والأهم من ذلك، أن الأميركيين اليائسين من تجنب رئاسة ترامب مرة أخرى، ليس لديهم أي خيار الآن، وتجب عليهم مساعدة هاريس على القيام بذلك. عن «الغارديان»
. يجب أن تكمن قوة هاريس في مكان آخر هو دعم مؤسسة الحزب الديمقراطي الموحد، الذي أصيب بصدمة بسبب طريقة رحيل بايدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news