الخبير الاقتصادي الأميركي دارون عاصم أوغلو. أرشيفية

إنترفيو .. خبير اقتصادي: وضع أميركا سيكون أسوأ بكثير إذا فاز ترامب

اتهم الخبير الاقتصادي الأميركي دارون عاصم أوغلو، أحزاب يسار الوسط بخيانة مصالح مؤيديها الأساسيين. وحذّر من أنه إذا فاز المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات هذا الخريف، فقد يصبح الوضع أسوأ مما كان عليه حتى خلال فترة ولايته الأولى في منصبه. وتحدث أوغلو لصحيفة «ديرشبيغل» الألمانية، أيضاً عن ردة فعل الشعب الأميركي بشأن محاولة اغتيال ترامب، وعن الأخطار التي تهدد الديمقراطية الأوروبية، وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

. تسببت محاولة اغتيال ترامب في إثارة الذعر في جميع أنحاء العالم. ماذا يعني ذلك بالنسبة للديمقراطية الأميركية؟

..  لا شيء يبرر العنف، خاصة في الدول الديمقراطية، حيث تستمد الديمقراطيات قوتها من قدرتها على التعامل مع الآراء المختلفة عبر الوسائل السلمية. إنها لحظة حزينة بالنسبة للديمقراطية الأميركية. ومن دواعي العزاء أن دان الزعماء الديمقراطيون الهجوم بعبارات لا لبس فيها.

.  كيف سيكون رد فعل الناخبين؟

..  لقد وصل المواطنون الأميركيون إلى مستوى غير مسبوق من الثقة بجميع أنواع المؤسسات العامة، حيث إن محاولات الاغتيال ضد السياسيين البارزين تؤدي إلى زيادة تآكل الثقة بالمؤسسات، وتغذية المزيد من الاستقطاب. وآمل بشدة أن تتمكن المؤسسات الأميركية والقادة السياسيون من العمل على منع مثل هذه المآلات. ومن المحتمل أيضاً أن يؤدي ذلك إلى زيادة فرص انتخاب ترامب في نوفمبر.

.  لقد وصفت ترامب في كثير من الأحيان بأنه خطر على الديمقراطية الأميركية. هل مازلت تتمسك بهذا الرأي؟

..  نعم، لكن هذا لا يبرر العنف السياسي. من الأفضل مواجهة التهديدات التي تواجه الديمقراطية من خلال مزيج من التصويت، والضوابط والتوازنات التي توظفها المؤسسات الديمقراطية، والاحتجاج السلمي. على أي حال، أدت محاولة الاغتيال إلى زيادة التهديدات ضد الديمقراطية الأميركية.

.  هل تعتقد أن ترامب يستطيع حقاً أن يتخذ تدابير دكتاتورية إذا عاد إلى البيت الأبيض؟

..  أنا قلق للغاية، لقد كان بالفعل يشكل تهديداً للديمقراطية في فترة ولايته الأولى. فإذا فاز فقد يكون الوضع في البلاد أسوأ بكثير مما كان عليه قبل ثماني سنوات.

.  الولايات المتحدة موطن لمؤسسات قوية مثل السلطة القضائية ووسائل الإعلام وهيئتي الكونغرس.. ألن تكون هذه المؤسسات كافية لحماية الديمقراطية الأميركية؟

..  لقد غرق الكونغرس في بحر من الاستقطاب، وأصبح الحزب الجمهوري هو حزب ترامب. ونجد أن المحاكم مملوءة بالقضاة الذين عينهم ترامب. وسيقاوم المجتمع المدني ترامب، لكنني أعتقد أن أنصار ترامب أصبحوا متطرفين أيضاً. إذاً، كل ذلك يشكل أساساً متيناً للفوضى.

.  الديمقراطية ليست مهددة في الولايات المتحدة فحسب، بل في أوروبا. ألا تعتقد أن حزب التجمع الوطني اليميني الشعبوي بزعامة مارين لوبان، والذي حصل على المركز الثالث في الانتخابات الفرنسية، يشكل تهديداً لديمقراطية القارة؟

..  كان هناك تحذير من الخطر في المستقبل القريب، حيث كان هناك تحالف بين اليسار والوسط وبعض أحزاب يمين الوسط للحد من تقدم مارين لوبان.

.  يميل الناخبون الحاصلون على شهادات جامعية في الولايات المتحدة إلى دعم اليسار، في حين أن غالبية العمال الآن يؤيدون ترامب، فهل هذا يعكس المشهد الحزبي الجديد في الغرب كله؟

..  قطعاً، فقد سيطرت نخبة متعلمة على أحزاب يسار الوسط، وحولت سياساتها وخطاباتها بعيداً عمّا يهتم به العمال اليدويون نحو أشياء يفضلها الأشخاص الأكثر تعليماً.

.  على سبيل المثال؟

..  لاتزال أحزاب يسار الوسط تفضل السياسات التقليدية، مثل زيادة الضرائب أو الإعانات. لكنها تعارض التعريفات الجمركية وبرامج التوظيف والقيود المفروضة على الهجرة، وهي السياسات التي يفضلها العديد من العمال. ومع ازدياد ارتباط أحزاب يسار الوسط بالنخبة المتعلمة، تبتعد هذه الأحزاب عن التفضيلات الدقيقة للطبقة العاملة.

عن «ديرشبيغل» الألمانية

الأكثر مشاركة