المرصد

لحظة استطلاعات الرأي

تلعب استطلاعات الرأي دوراً مهماً في الانتخابات الغربية عموماً، والانتخابات الأميركية خصوصاً، وعلى الرغم من اهتزاز الثقة النسبي الذي سببته مفاجأة فوز الرئيس السابق، دونالد ترامب في 2016، بما شكل يومها تحدياً لما ذهبت إليه الاستطلاعات، فإن الأخيرة ماتزال تحتفظ بمكانتها، بحسب المتابعات الإعلامية.

تعود علاقة الأميركيين باستطلاعات الرأي إلى تاريخ قديم نسبياً، وهو عام 1824 الذي اختفى فيه إلى حد كبير تناطح القوى السياسية بشكله القديم التقليدي، ليحل محله تنافس الأشخاص، والتي أضافت السمات الفردية للرؤى السياسية، حيث كان على الأميركيين يومها الاختيار بين أربعة أشخاص، هم: أندرو جاكسون وجوهن أدمز ووليم كرافورد وهنري كلاي.

وقد اهتمت منصات كثيرة بإخفاق الاستطلاعات في 2016 في محاولة لتطوير قصورها، وذهبت «بوليتيكو» إلى أنه كان وراء ذلك (الناخب الخجول) الذي أخفى نواياه وقت المقابلات، وذهب مسؤول في اسبوس للاستطلاعات هو كريس جاكسون إلى أن «الناس تصورت الاستطلاع بكونه يُعدُّ تمثيلاً مثالياً لنتيجة الانتخابات، بينما هو مجرد تمثيل للحظة معينة، ويجب النظر إلى نتائجه كانطباعات»، فيما طالب المسؤول في «أميريكان بلس» للاستطلاعات «بضرورة مراعاة هامش الخطأ في كل تقديرات الاستطلاعات».

وتواجه استطلاعات الرأي الآن تحدياً كبيراً في الانتخابات الأميركية، بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، وقدوم نائبته كامالا هاريس، ووجه التحدي أمامها، يكمن في صعوبة رصد التغير الدقيق الذي حدث في ظل اهتزاز شعبية الديمقراطيين على يد بايدن قبل انسحابه وقدوم هاريس في توقيت متأخر من السباق نسبياً، وهو تغير يتوقع مراقبون أثره، لكن على المدى البعيد.

وتؤكد آخر الاستطلاعات التي أجرتها «سي إن إن» وتحديداً في 26 يوليو هذا المعنى، حيث تشير نتائج الاستطلاع إلى أن 68% من الناخبين ذوي البشرة السوداء، يعطون أصواتهم لهاريس، مقابل 15% لترامب، و50%من الناخبات الإناث لهاريس، مقابل 45% لترامب، و47%من الشباب لهاريس، مقابل 43% لترامب، وهي أرقام مثلت جميعها انقلاباً جذرياً لمصلحة الديمقراطيين إذا قورنت بنتائج استطلاع مماثل أجري قبل انسحاب بايدن.

ويشير موقع «اكسيوس› إلى أن توازن العينة قد لا يكون في مصلحة التنبؤ، حيث إن 6%من الناخبين في ست ولايات هم من سيحددون النتيجة طبقاً لاستراتيجيين تحدثوا للموقع.

ويرى خبراء أن استطلاعات الرأي بقدر ما هي أداة استقراء، هي أداة تأثير في الانتخابات. وهو استنتاج صحيح في ضوء قراءته في ظل رؤية الدور الأوسع للإعلام الأميركي في الانتخابات.

تويتر