تُعدّ الحيوانات الأليفة الأكثر شعبية

حب القطط يتجذر في الثقافة والأساطير اليابانية منذ القدم

صورة

قبل وقت طويل من انتشار صور القطط على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت اليابان تكن حباً عميقاً للقطط، وهو ما انعكس على ثقافتها. ومن أساطير الفولكلور وأفلام الكرتون إلى الكلاسيكيات الأدبية والشعر التقليدي إلى الحياة اليومية، يمتد افتتان هذه الدولة الآسيوية بالقطط. وتؤكد الإحصاءات، أن القطط هي الحيوانات الأليفة الأكثر شعبية في اليابان.

ويوضح ذلك الناقد الأدبي الياباني، كاي ناغاسي، الذي يذكر الدمية «هالو كيتي»، القطة التي لا فم لها، وتنافس «ميكي ماوس» في مبيعات المنتجات المرخصة على مستوى العالم، بالقول «بدأت ثقافة القطط مع ظهور مجتمع المستهلكين في سبعينات وثمانينات القرن الـ20».واعترف ناغاسي بأن شخصيته الخيالية المفضلة، هي «دورايمون»، وهو القط الروبوت الذي ينتمي إلى القرن الـ22، والذي كانت القصص اليابانية وأفلام الكرتون الخاصة به، جزءاً من الطفولة اليابانية لمدة خمسة عقود. ويقول الناقد: «الإلهام الذي تلقيناه من الروبوت (دورايمون) لا يُقاس»، مسلطاً الضوء على «القوة الناعمة» لكل من «دورايمون» و«هالو كيتي». وفي عام 2008، تمت تسمية «دورايمون» بـ«سفير الرسوم المتحركة الأول» لليابان، وفي عام 2017، تم تعيين «هالو كيتي» سفيرة خاصة للسنة الدولية للتنمية السياحية المستدامة.

ويتحدث ناغاسي في موسوعته الكبيرة عن مخلوقات «اليوكاي»، وهي (مخلوقات خارقة للطبيعة وفق الثقافة اليابانية) عن قطة عملاقة ذات ذيلين تسمى «نيكوماتا»، والتي أرعبت الجبال المحيطة بالعاصمة اليابانية القديمة «نارا» في القرن الـ12. وبلغت حكايات القطط الخيالية ذروتها في فترة إيدو (1603-1868)، وهي فترة من العزلة، عندما امتلأ الأرخبيل الياباني بالقطط المنزلية. وشهدت هذه الفترة أيضاً، تطور بعض الإسهامات الثقافية اليابانية الأكثر ديمومة، مثل مسرح الكابوكي، ونظم شعر الهايكو، والسوشي، وطباعة القوالب الخشبية المعروفة باسم «أوكييو-إي».

وكان رسامو المطبوعات في فترة «إيدو» غزيري الإنتاج في توضيح أساطير اليابان حول القطط الخارقة للطبيعة التي تحل محل أسيادها في عوالم ليلية احتفالية. وكرّس شاعر الهايكو الياباني الشهير، ماتسو باشو (1644-1694)، أعمالاً عدة لمراقبة سلوك القطط، بما في ذلك هايكو مخصص لقطة قتلتها العاطفة الزائدة وسوء التغذية، «القطة الأنثى أصبحت هزيلة من تناول الحب والشعير».

وتوضع أشكال من القطط التي ترفع قدمها الأمامية للترحيب بالزبائن عند مدخل العديد من المتاجر. ومن هذه الأشكال ما يعود إلى فترة «إيدو»، وتتمتع بالاحترام في معبد غوتوكوجي في طوكيو. وتتكون أسماء أشهر القطط في اليابان من مقطعين، مثل ميمي أو تاما. واستخدم الكاتب الياباني، هاروكي موراكامي بعض هذه الأسماء في روايته «كافكا على الشاطئ»، وهي قصة تحكي عن إحدى الشخصيات الرئيسة التي تمتلك القدرة على التحدث إلى القطط.

ويوجد في متاجر بيع الكتب، الكثير من الكتب المتخصصة بالقطط. وقامت المواطنة الكورية، جيو نيو بتأسيس متجر لبيع كتب «لنيكويا»، وهي كلمة يمكن ترجمتها إلى «متجر كتب القطط»، ويقع في ضاحية تاشيكاوا في غرب طوكيو. ونظمت جيو معارض في متجرها الذي تبلغ مساحته نحو 24 متراً مربعاً، لبيع الكتب. وتبيع كتباً مصورة ومقالات وكتيبات تعلم اللغة مع شخصيات القطط، إضافة إلى الملصقات والحقائب والدمى. وقالت جيو «من الأسباب التي جعلتني افتتح هذا المتجر، زيادة عدد محبي القطط»، وتوضح بائعة الكتب أنها افتتحت المكان في 22 فبراير 2022، وهو «يوم القطط»، تكريماً للكلمة اليابانية التي ترمز إلى مواء القطط، والتي تتطابق مع صوت النطق الياباني للرقم 2.

مقطع

تشير النظرية الأكثر انتشاراً حول أصل القطط اليابانية إلى أن القطط تم إرسالها من الصين في القرن السادس، لحماية الكتب البوذية المقدسة من الفئران. ويمتلئ الفولكلور الياباني بالكائنات الخارقة للطبيعة، بما في ذلك العديد من القطط، وقد يكون هذا بسبب الاعتقاد في تحول الكائنات وحقيقة أن البوذية والشنتوية، دين اليابان، لديهما احترام كبير للطبيعة. عن «إيل باييس»

• بلغت حكايات القطط الخيالية ذروتها في فترة إيدو (1603 - 1868)، وهي فترة من العزلة عندما امتلأ الأرخبيل الياباني بالقطط المنزلية.

تويتر