عالمة أوبئة: عدد الوفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة أعلى مما يتم الإبلاغ عنه
درست عالمة الأوبئة في جامعة واشنطن، كريستي إيبي، تأثيرات تغيّر المناخ على صحة الإنسان لعقود عدة، وفي مقابلة مع موقع «ييل انفايرونمينت 360»، أكدت أن 37% من الوفيات في العقود القليلة الماضية، نتجت عن تغير المناخ، ودعت إلى توحيد طريقة الإبلاغ عن الوفيات الناجمة عن الحرارة، والاستثمار في مقاومة الحرارة. وفي ما يلي مقتطفات من تلك المقابلة:
■ يبدو أن هذا الصيف هو أحد أكثر الفصول حرارة على الإطلاق في الولايات المتحدة. وبما أنك قمت بدراسة موجة الحر المتزايدة، ما تقديراتك لحالات الوفيات الناجمة عن ارتفاع الحرارة؟
■■ عدد الوفيات أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه، لأن هذه الأرقام تأتي من شهادات الوفاة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يموتون بضربة الشمس. ولكن هذا مجرد جزء صغير من إجمالي عدد الأشخاص الذين يموتون أثناء موجة الحر وبعدها مباشرة. وتشير تحليلات الوفيات إلى أن نحو 50% من جميع الوفيات، ناجمة عن أسباب تتعلق بالقلب والأوعية الدموية.
■ ما نسبة الوفيات الناجمة عن الحرارة بفعل تغير المناخ؟
■■ هناك أدلة كافية على أن موجات الحرارة تتزايد في تواترها وشدتها ومدتها. وصدرت قبل عامين دراسة كبيرة، غطت 43 دولة، وكانت النتيجة هي أن 37% من الوفيات الصيفية في المتوسط المرتبطة بالحرارة في العقود القليلة الماضية، نتجت عن تغير المناخ في تلك البلدان.
■ ذكرت في السابق أن الناس لا يفكرون في ارتفاع درجة الحرارة كشيء يثير قلقهم، لكن ما قلته للتو يشير إلى أن هذا المفهوم قد يتغير، وأن الناس أصبحوا أكثر وعياً بمخاطر الحرارة عمّا كانوا عليه قبل بضع سنوات.
■■ أشكر وسائل الإعلام على مساعدة الناس على فهم الخطر المحدق بهم. الحرارة هي القاتل الصامت. بعض العلامات التحذيرية المبكرة للإجهاد الحراري، هي الغثيان والتعب والدوخة، ولكن يمكن أن يكون الأمر صعباً، لأن العلامة الأولى التي تشير إلى أن الناس في ورطة، في الأغلب، تجعلهم في حالة من الارتباك، وعدم القدرة على الحكم بأنفسهم على ما يحدث وما الأسباب لذلك، وهذا يعني أننا جميعاً بحاجة إلى الاهتمام بالعائلة والأصدقاء والزملاء، للتأكد من أنهم بخير عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة.
■ لا يموت الناس عادة في اليوم الأول من الإصابة، أو قد لا تظهر عليهم أعراض شديدة، ما السبب؟
■■ يعود الأمر إلى درجة حرارة جسمك الأساسية، وكيف تؤثر درجة الحرارة في خلايا جسمك وأعضائك. وقد يستغرق ذلك بعض الوقت حتى تبدأ الخلايا والأعضاء في التفاعل مع درجة الحرارة المرتفعة. وبعد مرور 24 ساعة على بدء موجة الحر، يبدأ ظهور التأثيرات.
■ نحن نتحدث عن الولايات المتحدة، ولكن هناك أجزاء كبيرة من العالم، تصل درجة الحرارة فيها إلى مستويات تهدد حياة الإنسان. هل توجد دول ستدخل المنطقة الحمراء قريباً؟
■■ أعتقد أنه ينبغي الاعتراف بأن هذه الوفيات يمكن الوقاية منها، وأن الناس يمكنهم حماية أنفسهم. نحن نعيش في جميع أنواع البيئات الصعبة. يعيش الناس في القارة القطبية الجنوبية لأشهر عدة في السنة. لقد وجد البشر طرقاً لتعديل البنية التحتية، وتعديل الملابس، والأنماط السلوكية، ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية. إن انبعاث الغازات الدفيئة، يجعل الأمر أكثر تعقيداً بالطبع، لذا فإن التركيز على كيفية منع تلك الوفيات يُعدُّ، من وجهة نظري، أولوية.
■ ما الأشياء التي يجب علينا القيام بها الآن ليصبح العالم أفضل دون مواجهة هذه الأحداث الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة؟
■■ نحن بحاجة إلى تطوير خطط عمل مكونة من عنصرين رئيسين، هما: أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة لموجات الحر، مع التركيز على الاستجابة، وضمان حصولهم على الخدمات، والتأكد من وجود ملاجئ مبردة، والتواصل مع الأشخاص الذين لا مأوى لهم، وحماية العاملين في الهواء الطلق، ونزلاء رعاية المسنين. الجزء الآخر من خطة العمل الحراري هو التخطيط طويل المدى. كيف ستبدو مدننا خلال الـ30 إلى الـ50 عاماً القادمة. عن موقع «ييل انفايرونمينت 360»