خسائر فادحة في الوظائف مع إغلاق «فرن الصهر الأخير»       

نهاية صناعة الفولاذ «التقليدية» تضر بآلاف العمال في مدينة بريطانية

صورة

تستعد مدينة بورت تالبوت لإغلاق الفرن الأخير في مصنع الفولاذ، هذا الأسبوع، ما سيؤدي إلى خسائر فادحة في الوظائف، وتوجيه ضربة قاصمة للمجتمعات في جنوب مقاطعة ويلز البريطانية.

وبدأت شركة «تاتا ستيل» تقليص العمليات في «الفرن رقم 4» في بورت تالبوت، وبدأ المهندسون بالفعل في تغيير المواد الخام التي يتم سكبها في الجزء العلوي من الفرن استعداداً للإيقاف عن العمل. وتم إغلاق «الفرن رقم 5» في يوليو. ويُعدُّ الإغلاق جزءاً من انتقال الشركة نحو شكل أكثر خضرة لصناعة الفولاذ، حيث تقوم ببناء فرن كهربائي بقيمة 1.25 مليار جنيه إسترليني في موقع بورت تالبوت بحلول عام 2027، والذي ينتج الفولاذ عن طريق صهر الخردة المعدنية.

سيعني إغلاق الفرن فقدان نحو 2000 وظيفة في المصنع خلال الأشهر المقبلة، مع فقدان آلاف الوظائف الأخرى في المجتمع الأوسع الذي يعتمد على مصانع الفولاذ. ويمثّل هذا نهاية صناعة الفولاذ التقليدية في جنوب ويلز، ويعني أن بورت تالبوت سوف تفقد قدرتها في هذا المجال.

كما تتعرض وظائف 2500 عامل للتهديد في موقع شركة «بريتيش ستيل» في سكانثورب، بمقاطعة لينكولنشاير، وسط مخاوف من أن المالك الصيني للمصنع، «جينجي»، قد يقدم موعد إغلاق أفران الصهر المتبقية في المملكة المتحدة قبل نهاية العام.

وإذا استمرت عمليات الإغلاق المتبقية، ستصبح بريطانيا الاقتصاد الرئيس الوحيد في مجموعة العشرين الذي لا يملك القدرة على إنتاج الفولاذ من أفران الصهر، وسوف تعتمد على الواردات، لتلبية احتياجات قطاعات الطيران والسكك الحديدية والسيارات. وحذرت النقابات والسياسيون من التهديد الذي يتعرض له اقتصاد المملكة المتحدة وأمنها من عدم قدرتها على صنع الفولاذ من خام الحديد والفحم.

ويأتي إغلاق الفرن في بورت تالبوت بعد عقود من الانحدار لصناعة الفولاذ البريطانية التي كانت توظف في عام 1971 نحو 320 ألف شخص. ويعمل في المصنع الآن نحو 33 ألفاً و700 موظف، وفقاً لرابطة التجارة البريطانية للصلب. ووافقت حكومة حزب العمال الجديدة في وقت سابق من هذا الشهر على صفقة مدعومة من دافعي الضرائب لمصنع بورت تالبوت، حيث ستوفر 500 مليون جنيه إسترليني، لبناء الفرن الكهربائي الجديد الصديق للبيئة.

على الرغم من أن الفرن الكهربائي يتطلب عمالة أقل بكثير، فإن عملية إنشائه ستخلق 500 وظيفة. ولكن إدارة «تاتا» رفضت خطة بديلة من النقابات لإبقاء فرن الصهر في بورت تالبوت مفتوحاً حتى عام 2032، لتقليل حجم خسائر الوظائف، قائلة إن «المصنع يخسر مليون جنيه إسترليني يومياً». ووصفت النقابات القرار بأنه «فرصة ضائعة». وقال روي ريكهاوس، الأمين العام للنقابة التي تمثل عمال الفولاذ: «هذا يوم حزين ومؤثر بشكل لا يصدق لصناعة الصلب البريطانية وللمجتمعات في بورت تالبوت وما حولها والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصناعة الصلب بأفران الصهر»، وتابع: «إنها أيضاً لحظة إحباط كبير» وفي العام الماضي، نشرت النقابة خطة بديلة موثوقة لبورت تالبوت والتي كانت ستضمن انتقالاً عادلاً إلى صناعة الفولاذ الخضراء، ومنع التسريح الإجباري. وسيُسجل قرار «تاتا» برفض هذه الخطة كفرصة تاريخية ضائعة. وأوضح ريكهاوس: «يمثّل إغلاق فرن الصهر رقم 4 نهاية حقبة، لكن هذه ليست نهاية بورت تالبوت. لن نتوقف أبداً عن النضال من أجل صناعة الفولاذ ومجتمعاتنا في جنوب ويلز».

ومن المتوقع أن تؤثر خسائر الوظائف في بورت تالبوت بشدة، حيث تُعدُّ مصانع الفولاذ أكبر جهة توظيف خاصة في المدينة. وتقول النقابات، إنه مقابل كل وظيفة في مصنع الصلب، يتم دعم نحو ثلاث أو أربع وظائف في المجتمع الأوسع. وفي بورت تالبوت، أبدى أكثر من 2000 عامل اهتمامهم بالاستغناء الطوعي عن خدماتهم، وسيحصلون على صفقة محسنة. عن «الغارديان»


برنامج تدريبي

ستتاح لعمال المصنع الفرصة للتسجيل في برنامج تدريبي لمدة عام، ما سيؤدي إلى حصولهم على أجر كامل عن الشهر الأول، وما يعادل 27 ألف جنيه إسترليني راتباً لشهور الـ11 المتبقية. وقالت وزيرة الدولة لشؤون ويلز، التي ترأس المجلس الذي يشرف على مرحلة الانتقال إلى الإنتاج الأخضر، جو ستيفنز، إن 13.5 مليون جنيه إسترليني تم إصدارها بالفعل لمساعدة الشركات والموظفين في سلسلة التوريد الذين تأثروا بإغلاق «بورت تالبوت». ويملك المجلس حق الوصول إلى 100 مليون جنيه إسترليني للاستثمار في المهارات والتجديد للمنطقة المحلية.

تويتر