مع استمرار موقفها بشأن تعطيل العقوبات الأوروبية على روسيا

هنغاريا تعرقل منح قرض لأوكرانيا بـ 50 مليار دولار لمصلحة ترامب

منع أوربان للقرض يعد آخر الأمثلة على تحالفه مع ترامب. غيتي

يستعد رئيس الحكومة الهنغارية، فكتور أوربان، لتقديم «هدية سياسية» كبيرة لصديقه المقرب، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمرشح الجمهوري للانتحابات الرئاسية المقبلة.

وقد ابتكر أوربان طريقة تسمح لترامب، حال نجاحه في الوصول إلى البيت الأبيض لولاية ثانية خلال نوفمبر المقبل، بالتملّص من قرض قيمته 50 مليار دولار، كانت عرضته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وزعماء مجموعة الدول السبع لمساعدة أوكرانيا.

وهذا من شأنه أن يحرر ترامب من «المأزق»، ويسمح له بإخبار الناخبين الجمهوريين بأنه إذا تم انتخابه، فلن يمنح أوكرانيا سنتاً واحداً.

وتقول هنغاريا إنها لن توافق على تغيير القوانين التي ستسمح لواشنطن بلعب دور رئيس في هذا القرض، حتى خلال فترة ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية.

الأموال الروسية

وستتم إعادة تسديد القرض كاملاً باستخدام فوائد الأموال الروسية المجمدة في المصارف الغربية، البالغة نحو 250 مليار دولار، والتي جمدتها دول الغرب بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2020. ولدى الدول الأوروبية خصوصاً حصة أكبر في اللعبة، لأنها تمتلك الجزء الأكبر من الأموال.

وتصر واشنطن على أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تمديد الإطار الزمني لتجديد العقوبات على روسيا إلى 36 شهراً على الأقل.

وبموجب القواعد الحالية، يتم تجديد عقوبات الاتحاد الأوروبي كل ستة أشهر، وهو ما يزيد من احتمال قيام دولة واحدة برفع التجميد عن الأصول الروسية، ما من شأنه أن يجبر الحكومات على اللجوء إلى أموال دافعي الضرائب لسداد القرض.

وعلى الرغم من أن القادة الآخرين يميلون إلى جعل فترة تمديد العقوبات أقل من 36 شهراً، كما طلبت الولايات المتحدة، إلا أن أوربان يرفض ذلك.

ووفق قوانين الاتحاد الأوروبي، يجب على أعضاء الاتحاد الأوروبي، البالغ عددهم 27 عضواً، الموافقة على أي تغييرات في قوانين فرض العقوبات.

وتحتاج أوكرانيا إلى تمويل جديد بصورة عاجلة من الحلفاء الغربيين للحفاظ على دولة قادرة على العمل، والاستعداد للشتاء المقبل الذي من المتوقع أن يكون قاسياً، لاسيما مع تدهور البنية التحتية للطاقة.

الجانب الإيجابي

وحالياً، وبفضل أوربان، من غير المرجح أن تشارك الولايات المتحدة بصورة أساسية في تمويل القرض لأوكرانيا، لكن أوروبا على الأرجح ستمضي قدماً في كل الأحوال، وستكون التكاليف التي ستتحملها الدول الأوروبية، بما فيها هنغاريا، أكبر، إذا لم تكن أميركا مشاركة في القرض، غير أن الثمن الذي سيدفعه أوربان صغير، حيث إن الجانب الإيجابي بالنسبة له هو أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الاتحاد الأوروبي.

وقال دبلوماسي أوروبي لم يكشف عن اسمه، إن «هنغاريا لا تهتم إذا دفعت الكثير، فالمهم بالنسبة لها هو تقديم المساعدة لترامب».

وإذا شاركت بروكسل وواشنطن في تمويل القرض، سيصبح ترامب، إذا أعيد انتخابه رئيساً، ملزماً بسداده لسنوات مقبلة، لكن إذا تم إقرار القرض دون موافقة الولايات المتحدة، فلن يكون ملزماً بذلك.

ويعد منع أوربان لمثل هذا القرض آخر الأمثلة على التحالف بين ترامب ورئيس حكومة هنغاريا، اللذين التقيا آخر مرة خلال يوليو الماضي في منتجع مارا لاغو الذي يملكه ترامب في فلوريدا.

وخلال حديثه للصحافيين في بروكسل، قال أوربان إنه سيحتفل إذا تمكن ترامب من الفوز على المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، في انتخابات نوفمبر المقبل.

تهديد

وعلى الرغم من أن الأمر يبدو وكأنه خلاف فني، إلا أنه يشكل اعتباراً بالغ الأهمية بالنسبة لواشنطن، وقد يكون كافياً لكسر الوحدة عبر الأطلسي بشأن دعم أوكرانيا، على الأقل على الصعيد المالي.

وفي الوقت الذي تهدد فيه هنغاريا باستخدام حق النقض (الفيتو) في بروكسل، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها تفكر في المشاركة في القرض، وإن كان بمبلغ أقل كثيراً من المطلوب منها، ولو لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من إطالة فترة العقوبات، وفقاً لما قاله دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي ومسؤول في المفوضية الأوروبية.

وينطوي أحد الخيارات على مشاركة واشنطن بدفع خمسة مليارات دولار، وهو ما يساوي تقريباً حجم الأصول الروسية التي تحتفظ بها موسكو في الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن أوروبا ستتحمل الحصة الأكبر من القرض.

ويعتقد مسؤولو المفوضية الأوروبية أن الولايات المتحدة لا تريد الوصول «خالية الوفاض» إلى اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في واشنطن في نهاية أكتوبر الجاري، والذي من المرجح أن يقرر التفاصيل الدقيقة للقرض الذي تبلغ قيمته 50 مليار دولار. عن «بوليتيكو» الأميركية


انسحاب اليابان

ألمحت اليابان أخيراً إلى أنها ربما تنسحب من تمويل القرض لأوكرانيا إذا لم تشارك فيه الولايات المتحدة.

وتتطلع جميع العيون في الوقت الحاضر إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، خلال الأسبوع الجاري.

وإذا رفضت هنغاريا أن تتزحزح عن موقفها في ما يتعلق بمدة العقوبات على روسيا، فإن الاتحاد الأوروبي على الأرجح سيستكمل القرض بشروطه الخاصة، لأن قواعده المتعلقة بالميزانية تجعل من الأسهل بكثير الحصول على موافقة عواصم دول الاتحاد الأوروبي على الدفع قبل نهاية العام.

. ستتم إعادة تسديد القرض باستخدام فوائد الأموال الروسية المجمدة في المصارف الغربية والبالغة نحو 250 مليار دولار.

. موقف هنغاريا يساعد ترامب بإخبار ناخبيه أنه لن يمنح أوكرانيا سنتاً واحداً.

تويتر