الصين تتفوق على أوروبا في التجارب السريرية لصناعة الأدوية
تراجعت حصة أوروبا من التجارب السريرية التجارية العالمية للأدوية إلى النصف تقريباً على مدار العقد الماضي، حيث لجأت شركات الأدوية إلى الولايات المتحدة والصين، للاستفادة من أنظمتها التنظيمية الأكثر بساطة، وفقاً لممثلي الصناعة.
وانخفضت نسبة التجارب التجارية التي أجريت في المنطقة الاقتصادية الأوروبية إلى 12% خلال العام الماضي من 22% في عام 2013، وفقاً لتقرير سيُنشر الثلاثاء المقبل من قبل مجموعة الضغط التابعة للاتحاد الأوروبي للصناعات والجمعيات الدوائية ومزود البيانات «إي كيو في آي إيه».
وتُعدُّ التجارب السريرية، دراسات علمية تُجرى لتأكيد تأثيرات الأدوية الجديدة وسلامتها. وبالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض نادرة، يمكن أن تكون في بعض الأحيان خيار العلاج الوحيد.
وبحسب التقرير المرتقب، زاد عدد التجارب السريرية في جميع أنحاء العالم بنسبة 38% خلال السنوات الـ10 الماضية.
وذكر التقرير أن الصين ضاعفت عدد التجارب التجارية التي تجريها منذ عام 2018، حيث تستحوذ حالياً على 18% من الإجمالي العالمي، فيما شهدت أميركا الشمالية انخفاض حصتها من 26% إلى 23% خلال الفترة نفسها، لكن الولايات المتحدة تظل الرائدة في مثل هذه الاختبارات.
وأفاد التقرير بأن شركات الأدوية صارت تبتعد عن المنطقة الاقتصادية الأوروبية، بسبب طول الجداول الزمنية والتي تميل بسبب إطارها التنظيمي المعقد إلى أن تكون أطول بكثير من المناطق الأخرى للتحقق من الامتثال وإنشاء مواقع التجارب وتجنيد المرضى.
وتقول المديرة العامة للاتحاد الأوروبي لأبحاث الأدوية، ناتالي مول، إن «التجارب السريرية الأوروبية تعوقها منظومة بحثية بطيئة ومجزأة، والمبادرات الحالية غير كافية لوقف وعكس عقد من التدهور».
وتظل إسبانيا حالة شاذة، مع تجاوزها ألمانيا باعتبارها الدولة التي تدير أكبر عدد من التجارب السريرية في أوروبا، إذ ارتفع استثمار الصناعة من 479 مليون يورو إلى 834 مليون يورو في العقد الماضي حتى عام 2022. وخلال تلك الفترة، استثمرت إسبانيا في مواقع بحثية جديدة وإجراءات مبسطة.
وأشار تقرير «إي كيو في آي إيه» إلى أن انخفاض التجارب السريرية في أوروبا، أدى إلى انخفاض عدد المرضى المسجلين في هذه التجارب، التي تشمل دولة من دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية بمقدار 60 ألف مريض في عام 2023 مقارنة بعام 2018.
وانخفض الرقم الخاص بالتجارب السريرية في المنطقة الاقتصادية الأوروبية فقط بمقدار 20 ألفاً.
وظهر الانخفاض في مجموعة من المجالات الطبية، من علم الأورام وعلم الأعصاب إلى التحصين وطب الأطفال والعلاج الخلوي والجينات.
وتُظهر بيانات منفصلة من منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2021، ارتفع عدد التجارب السريرية في منطقة غرب المحيط الهادئ- والتي تضم الصين- إلى نحو 25 ألفاً مقارنة بـ7400 قبل عقد من الزمان. وأجرت أوروبا نحو 17.8 ألف تجربة في العام نفسه مقارنة بـ10.3 آلاف تجربة في عام 2011.
وأثار الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، هذه القضية في تقريره الصادر في سبتمبر حول القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، فقد دعا دراغي الكتلة إلى توحيد التنظيم، وتبسيط إدارة التجارب متعددة البلدان من أجل جذب المزيد من الأبحاث السريرية. واتفقت مول مع دراغي، قائلة: «لكي تكون أوروبا قادرة على المنافسة، يجب أن تعمل كمنطقة موحدة، وليس كدول أعضاء فردية، وأن تكون مدعومة بسياسات لجذب الاستثمار البحثي العالمي».
يشار إلى أن الرعاية الصحية هي من اختصاص السلطات الوطنية في الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن تنظيم الصحة في الأغلب يختلف عبر الدول الأعضاء الـ27. أنشأت لائحة التجارب السريرية للمفوضية الأوروبية، والتي دخلت حيز التنفيذ في يناير 2022، بوابة واحدة يمكن للرعاة من خلالها الموافقة على التجارب بدلاً من إرسال طلبات فردية إلى كل دولة عضو. عن «فايننشال تايمز» البريطانية
. شركات الأدوية صارت تبتعد عن المنطقة الاقتصادية الأوروبية، بسبب طول الجداول الزمنية وإطارها التنظيمي المعقد.