ترامب عيّن مديرة حملته والمستشارة السياسية المخضرمة سوزي وايلز رئيسة موظفي البيت الأبيض. رويترز

ترامب يختار أعضاء إدارته على أساس الولاء

في اعتراف نادر بالخطأ، أخبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقدم الـ«بودكاست»، جو روغان، الشهر الماضي، بأن «أكبر خطأ» ارتكبه في ولايته الرئاسية الأولى كان توظيف «أشخاص غير مخلصين» لفريق البيت الأبيض.

وعلى الرغم من تعيين ضباط عسكريين بارزين، مثل الجنرال المتقاعد جون كيلي، وشخصيات أعمال مثل رئيس شركة «إكسون موبيل» السابق، ريكس تيلرسون، وقدامى المحاربين من الإدارات الجمهورية السابقة، مثل مستشاره للأمن القومي جون بولتون، فإن إدارة ترامب الأولى تميزت بالمشاحنات العامة ومعارك السياسة الفوضوية والتغيير الكبير للموظفين.

ولهذا فمن المتوقع أن يمنح ترامب هذه المرة خلال ولايته الثانية الأولوية لصفة واحدة فوق كل شيء في البحث عن فريق إدارته الجديد، وهي الولاء.

وبينما ستحتاج حكومته الرسمية إلى تأكيد من الكونغرس، أشار ترامب إلى أنه سيشكل مجلس وزراء من المستشارين غير الرسميين للمساعدة في تنفيذ أجندته الطموحة لولايته الثانية، لكن العديد من الذين لعبوا دوراً فعالاً في انتخابه لديهم أيضاً أولويات خاصة بهم لولاية ترامب الثانية.

إيلون ماسك

لعل أكبر قدر من الاهتمام سينصب على رجل الأعمال والملياردير الأميركي، إيلون ماسك، حيث أنفق أغنى رجل في العالم عشرات الملايين من الدولارات لمساعدة ترامب على الفوز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومن المتوقع أن يُمنح دوراً واسع النطاق في الميزانية الفيدرالية. ووعد ماسك، الذي يحمل عقوداً حكومية بقيمة مليارات الدولارات مع «سبيس إكس» و«تيسلا»، بإجراء تخفيضات بقيمة تريليوني دولار، معظمها في البيروقراطية الفيدرالية.

واعترف ملياردير التكنولوجيا بأن حملته التقشفية من المحتمل أن تتسبب في «صعوبات مؤقتة» للأميركيين العاديين، لكنه قال إن البلاد يجب أن «تبدأ من الصفر» لتحقيق «الازدهار الطويل الأجل».

ومن المتوقع أيضاً أن يدفع ماسك (53 عاماً)، ترامب إلى تحرير أكبر للمجالات التي استثمر فيها بكثافة، مثل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.

ويزعم المنتقدون أن منحه الإشراف على الإنفاق الفيدرالي من شأنه أن يخلق تضارباً في المصالح، في حين أثارت تقارير عن اتصالاته السرية مع زعماء روسيا والصين قلق خبراء الأمن القومي.

روبرت إف كينيدي جونيور

أعطى سليل أشهر العائلات السياسية في أميركا دفعة للحملة الجمهورية عندما أنهى حملته المستقلة للبيت الأبيض، وأيد ترامب في أغسطس. وقال ترامب إن روبرت إف كينيدي جونيور سيكون له «دور كبير في الإدارة»، مشيراً إلى أنه يخطط للسماح لكينيدي «بالتصرف كما يشاء بشأن الصحة وإمدادات الغذاء وحقوق الإنجاب».

ويزعم كينيدي، المناهض للتطعيمات، والذي روج لمزاعم بأن لقاحات الأطفال تسبب التوحد، أن ترامب وعده بـ«السيطرة» على وكالات الصحة العامة في أميركا، ووضع خططاً لإزالة «الفلورايد» من مياه الشرب في البلاد خلال الأيام الأولى للإدارة الأميركية الجديدة. وقد يجسد هذا الإعلان الطريقة التي يسعى بها كينيدي وآخرون إلى التأثير على ترامب.

وعندما سُئل عن ادعاء كينيدي قبل الانتخابات، قال ترامب إنهم لم يناقشوا الفلورايد، لكن الحظر المقترح «يبدو جيداً بالنسبة لي». وعندما سُئل عما إذا كان حظر اللقاحات يمكن أن يتبع ذلك أيضاً، قال ترامب إن كينيدي «رجل موهوب للغاية ولديه آراء قوية».

دونالد ترامب الابن

دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر لترامب، هو الأكثر نشاطاً سياسياً بين أبنائه، ويُعتقد أن لديه طموحات تمتد إلى ما هو أبعد من فترة ولاية والده الثانية، فبعدما تعرض للسخرية على نطاق واسع خلال رئاسة ترامب الأولى، برز «دون جونيور» كداعية ماهر ومستشار موثوق به. ولعب الرجل البالغ من العمر 46 عاماً دوراً فعالاً في قرار والده باختيار جيه دي فانس، ليكون نائباً له حال فوزه، كما كان له دور في المبادرات التي قدمها إلى كينيدي والتي أقنعت هذا الديمقراطي السابق بالانسحاب وتأييد ترامب.

ومع ذلك، فإن المهمة الأولى لدونالد ترامب الابن هي تقليص قوة العمل الفيدرالية لضمان الولاء لوالده. وكان «دون جونيور» قال لصحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي: «الأمر لا يتعلق بتعيين أشخاص، بل يتعلق بمنع الأشخاص الذين سيشكلون كارثة في تلك الإدارة».

ستيفن ميلر

أمضى ستيفن ميلر، أحد أكثر مساعدي ترامب نفوذاً، أربع سنوات في التحضير لولاية ترامب الثانية، وسيُكلف بتنفيذ استراتيجية الهجرة المتشددة التي وعد بها خلال حملته الانتخابية. وسيذهب ميلر، مهندس ما يسمى بـ«حظر المسلمين وسياسة فصل العائلات على الحدود الجنوبية» خلال ولاية ترامب الأولى، إلى أبعد من ذلك في الولاية الرئاسية الثانية، حيث سيطلق عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير المسجلين. وفي الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية لترامب، وعد ميلر بـ«معدل ترحيل مثالي بنسبة 100%» على الحدود، وأعلن عن خطط لنشر مكتب التحقيقات الفيدرالي والجيش الأميركي «لتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة».

كيفن روبرتس

أصبح مشروع 2025، وهو مخطط لولاية ثانية لترامب، أحد الخلافات التي دارت في الحملة الانتخابية، حيث اقترحت الوثيقة التي أعدتها مؤسسة «هيريتيدج»، البحثية المحافظة، والتي تتكون من 900 صفحة، توسيع صلاحيات الرئاسة، وإلغاء وزارة التعليم، وتعزيز القيود المفروضة على الإجهاض، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين رسمياً.

وكانت الخطة مثيرة للجدل لدرجة أن ترامب تبرأ منها على الرغم من أن العديد من مؤلفيها خدموا في إدارته الأولى أو حملته الانتخابية، لكن مشروع 2025 لم يختف قط، ومع فوز ترامب، يتوقع المحافظون منه أن يضع خطتهم موضع التنفيذ.

ويتحدث رئيس مؤسسة «هيريتيدج»، كيفن روبرتس، إلى ترامب بشكل متكرر، معرباً عن ثقته في أنه كرئيس سيتحرك بسرعة لتفكيك بيروقراطية «الدولة العميقة» التي يلقي عليها المؤيدون اللوم في تقويض ولاية ترامب الأولى. ومن بين المقترحات الأساسية للخطة إعادة تصنيف 50 ألف موظف حكومي إلى مناصب يمكن فصلهم منها بسهولة.

بروك رولينز

بروك رولينز، رئيسة سابقة لمجلس السياسة المحلية خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وهي الآن تشغل منصب رئيسة معهد «السياسة الأميركية أولاً» المحافظ. وقد أعدت المجموعة عشرات الأوامر التنفيذية التي قد يصدرها ترامب في غضون أيام من توليه منصبه، بما في ذلك حظر التمويل الفيدرالي لمنظمة الرعاية الصحية الإنجابية «تنظيم الأسرة» وتوسيع حفر النفط والغاز. وتعد رولينز (52 عاماً) مقربة من صهر ترامب، جاريد كوشنر، وتم ترشيحها كرئيسة محتملة لهيئة موظفي البيت الأبيض.

ميريام أديلسون

كانت ميريام أديلسون، أرملة قطب الفنادق شيلدون أديلسون، وواحدة من أغنى النساء في العالم، من بين أكبر المتبرعين لجهود إعادة انتخاب ترامب، حيث تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار للحملة. وقد تكون أديلسون، التي تحمل الجنسية الأميركية والإسرائيلية المشتركة، صوتاً مؤثراً في سياسة ترامب بشأن الشرق الأوسط.

وكانت هي وزوجها محوريين في قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس خلال فترة ولايته الأولى.

ونفى مكتبها تقريراً يفيد بأنها حثت ترامب على تأييد ضم إسرائيل للضفة الغربية مقابل تبرعها، لكن نفوذها قد يكون حاسماً خلال الأيام المقبلة.

كريس لاسيفيتا وسوزي وايلز

المهندسان الرئيسان لفوز ترامب في الانتخابات على وشك الترقية إلى الجناح الغربي بعد توجيه المرشح الجمهوري لتحقيق فوز كاسح. وعلى الرغم من أن ترامب غالباً ما انحرف عن رسائله الرئيسة، فإن كريس لاسيفيتا وسوزي وايلز نجحا في الحفاظ على تركيزهما - وتركيز الناخبين - على نقاط ضعف الرئيس جو بايدن، ثم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

وفعلاً عيّن ترامب مديرة حملته والمستشارة السياسية المخضرمة في فلوريدا سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، فيما يُعتقد أيضاً أن لاسيفيتا في إطار منصب كبير في الإدارة الأميركية الجديدة.

عن «التايمز» اللندنية

«المنافس الأبرز»

إذا كان الولاء الشخصي هو الاعتبار الأساسي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فإن المرشح الأكثر ترجيحاً لمنصب وزير خارجيته المقبل قد يكون ريتشارد جرينيل، الذي كان سفيره في ألمانيا، ثم مبعوثه الخاص لمفاوضات السلام في صربيا وكوسوفو. وكان الابن الأكبر لترامب، دونالد جونيور، وصف جرينيل بأنه «المنافس الأبرز»، فيما قال ترامب إن جرينيل «مبعوثي».

. ترامب سيشكل مجلس وزراء من المستشارين غير الرسميين للمساعدة في تنفيذ أجندته لولايته الرئاسية الثانية.

. دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر لترامب، يعد الأكثر نشاطاً سياسياً بين أبنائه، ويُعتقد أن لديه طموحات تمتد إلى ما هو أبعد من فترة ولاية والده الثانية.

الأكثر مشاركة