الخدمة على الخطوط الأمامية للحرب أصبحت أفضل الوظائف أجراً لهم

مقاتلون من آسيا الوسطى يدعمون الجيش الروسي في أوكرانيا

صورة

انتشرت أنباء عن انضمام قوات كورية شمالية إلى القوات الروسية للمشاركة في حرب روسيا على أوكرانيا، بسرعة، وأثارت جدلاً حاداً بين الخبراء، وفي حين لايزال العدد الدقيق ودور هذه القوات غير واضحين، فإن قرار بيونغ يانغ نشر جنود يمثل لحظة محورية في الحرب، ليس بالنسبة لأوكرانيا فقط، وإنما للمجتمع الدولي أيضاً.

ومع ذلك، فإن الكوريين الشماليين ليسوا أول أجانب ينضمون للحرب إلى الجانب الروسي، فعلى النقيض من الجيش الأوكراني، حيث تم توثيق وجود القوات الدولية بشكل جيد، تم تصوير الجيش الروسي على أنه متنوع عرقياً، لكنه يتألف بالكامل من مواطنين روس، والواقع أن الأقليات العرقية الروسية، مثل البوريات والكازاخستانيين والتوفانيين، ليست موجودة بالفعل فحسب، بل إنها ممثَّلة بشكل مفرط في الجيش الروسي.

ومع ذلك كانت هناك تقارير إعلامية مستمرة حول تجنيد ونشر المهاجرين من آسيا الوسطى، الذين لا يحملون الجنسية الروسية أو حصلوا عليها أخيراً من خلال التجنس.

ووفقاً لوزارة الداخلية الروسية، تستضيف روسيا حالياً أكثر من 10 ملايين عامل مهاجر من آسيا الوسطى في المقام الأول من دول الاتحاد السوفييتي السابقة: قيرغيزستان وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

ويعمل العديد من هؤلاء المهاجرين في وظائف منخفضة المهارة في الاقتصاد الموازي، ونظراً إلى عدم وجود فرص اقتصادية في بلدانهم الأصلية، وتوافر الوظائف في جميع أنحاء روسيا، ومجتمعات المهاجرين القائمة مسبقاً، فإن عدد سكان آسيا الوسطى في روسيا لا يتراجع على الرغم من تصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين.

ومنذ فبراير 2022، أصبحت إحدى أكثر الوظائف خطورة لكنها الأفضل أجراً لسكان آسيا الوسطى في روسيا، هي الخدمة على الخطوط الأمامية لحرب أوكرانيا، وفي البداية تم تجنيد مواطني آسيا الوسطى في السجون الروسية من قبل منظمة شبه عسكرية تُعرف باسم مجموعة «فاغنر»، وفي مقابل ستة أشهر من القتال، وُعدوا براتب سخي، وجنسية روسية، وإفراج مشروط من السجن.

وفي الوقت الحاضر لا يتوجه المجندون العسكريون إلى السجون فحسب، وإنما أيضاً إلى أي مكان يتواجد فيه عدد كبير من المهاجرين من آسيا الوسطى، مثل المساجد، ومحطات المترو، أو مراكز الهجرة، حيث يذهبون للحصول على تصاريح العمل وتجديدها.

ومن الصعب تقدير عدد مواطني آسيا الوسطى في الوحدات القتالية بالجيش الروسي، خصوصاً أن العديد منهم مواطنون مجنسون أيضاً من الاتحاد الروسي، ومع ذلك هناك أدلة تشير إلى أن عدد العسكريين من آسيا الوسطى لم يرقَ إلى مستوى توقعات المسؤولين الروس على الرغم من جهود التجنيد.

وخلال جلسة في البرلمان الروسي تساءل عضو المجلس من الحزب الشيوعي، ميخائيل ماتفييف، العام الماضي، قائلاً: «أين الكتائب الطاجيكية؟».

أحد أسباب عدم نجاح التجنيد هو التهديد بالعقاب في الوطن، كون هجرة العمالة من آسيا الوسطى إلى روسيا دائرية، ما يعني أن المهاجرين يتنقلون ذهاباً وإياباً بين روسيا وبلدهم الأصلي، وحذرت السلطات في دول آسيا الوسطى مواطنيها مراراً من المشاركة في الصراعات العسكرية في الخارج، ووجهت اتهامات إلى مواطنيها العائدين من منطقة الحرب.

لكن نظراً إلى مدى اعتماد هذه الدول على روسيا والتحويلات المالية التي يرسلها العمال المهاجرون إلى أوطانهم، فإن هذه التحذيرات وحالات الملاحقة القضائية الفردية ينبغي أن ينظر إليها في المقام الأول باعتبارها توصية للمقاتلين السابقين بعدم العودة إلى أوطانهم. عن «ناشيونال إنترست»


مجهود حربي

تشير مشاركة دول آسيا الوسطى في المجهود الحربي الروسي، إلى أن موسكو لديها القدرة على الاستفادة من المزيد من الموارد البشرية للحرب أكثر مما يعتقد الغرب، ولا يقتصر الأمر على القوات الخاصة التي وضعها الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، تحت تصرف نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

. عدد العسكريين من آسيا الوسطى لم يرقَ إلى مستوى توقعات المسؤولين الروس.

تويتر