تحدت أنغيلا ميركل.. ورفضت التقارب مع بوتين
كايا كالاس.. إستونية «حازمة» تتولّى زمام السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي
بعد خمسة أشهر فقط من توليها منصب رئيسة وزراء إستونيا، في يناير 2021، دخلت كايا كالاس مقر المجلس الأوروبي لتتحدى أقوى زعيم في أوروبا.
وفي حين حذّرت عناوين وسائل الإعلام من حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، أرادت المستشارة الألمانية، آنذاك، أنغيلا ميركل، دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قمة قادمة لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وحظيت الفكرة بدعم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وكانت ميركل تنوي دفع الاقتراح خلال اجتماع للمجلس الأوروبي في بروكسل، لكن كالاس لم تقبل ذلك.
«قمة حول ماذا؟» تساءلت كالاس أمام زعماء الاتحاد الأوروبي، وفقاً لدبلوماسيين.
وأكدت أن بوتين لا يمكن الوثوق به، ولا ينبغي قبوله أو استرضاؤه «ما الغرض من ذلك؟» كررت كالاس، التي يمكنها الاعتماد على دعم العديد من دول أوروبا الشرقية الأخرى.
وفي نهاية المطاف، تراجعت ميركل، التي لم تتمكن من تنفيذ خطتها من دون موافقة زملائها القادة على الأقل.
وعندما غادرت المستشارة الألمانية الغرفة، كان ماكرون غير مصدق أن زعيمة جديدة من دولة صغيرة في الاتحاد الأوروبي تجرأت على إذلال ميركل، التي كانت في ذلك الوقت القوة الرئيسة في الاتحاد.
ووفقاً لأحد الدبلوماسيين، التفت الرئيس الفرنسي إلى كالاس، وألمح إلى أنها قد تواجه ردّ فعل عنيف، وسألها: «هل ستظلين رئيسة للوزراء غداً؟».
وبعد ثلاث سنوات، اضطرت ميركل إلى إفساح الطريق، بينما حصلت كالاس على ترقية، ففي الأول من ديسمبر، أصبحت كالاس الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ما يجعلها أعلى دبلوماسية في الاتحاد.
وبعد ترشيحها في يونيو من قبل زملائها من زعماء الاتحاد الأوروبي - بمن فيهم ماكرون - سيكون أمام كالاس عمل شاق، فهي لا تتولى منصبها خلال فترة من الاضطرابات الجيوسياسية التاريخية فحسب، بل إن الوظيفة نفسها هي الوظيفة التي كافح أسلافها فيها لترك بصمة.
إن منصبها يتطلب منها الموازنة بين مصالح الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي تتمتع كل منها تقليدياً بحق النقض في مسائل الشؤون الخارجية.
ومع سمعتها كواحدة من أشد صقور أوروبا شراسة تجاه روسيا، سيتعين على كالاس التغلب على التصور المسبق السائد بأنها ستكون رئيسة للسياسة الخارجية لقضية واحدة.
«إذا سألت كالاس أين تقع إفريقيا، فقد تخبرك أنها تقع جنوب روسيا»، هذا ما قاله دبلوماسي أوروبي كبير في وقت سابق من هذا العام. لكن هذه السياسية الإستونية الحازمة تتمتع بميزة مهمة: توقعات منخفضة ومنخفضة للغاية.
إن صاحب المنصب المنتهية ولايته، خوسيه بوريل، اشتراكي إسباني قضى معظم فترة ولايته على خلاف مع رئيسته، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وسيُذكر بوريل بشغفه وخطواته الخطأ، بما في ذلك المؤتمر الصحافي في موسكو حيث وقف صامتاً بينما كان وزير خارجية روسيا يطلق الدعاية ويصف الاتحاد الأوروبي بأنه «شريك غير موثوق به».
كان كبار مساعدي 10 وزراء خارجية في الاتحاد الأوروبي، من الحاليين والسابقين، الذين تحدثوا إلى «بوليتيكو»، دون الكشف عن هويتهم، متفائلين بشأن تعيين كالاس، مشيرين إلى التأثير الذي أحدثته في الساحة العالمية كرئيسة وزراء لإستونيا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة تقع بين روسيا وبحر البلطيق.
وفي عهد بوريل، اشتكى دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي أن اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 كانت طويلة أو خطابية أو مكتوبة مسبقاً.
ومن المتوقع أن تطلب كالاس، وفقاً لمسؤول كبير، من الوزراء الحضور إلى الاجتماعات بأفكار جديدة، وتشجيع المحادثة العفوية والتركيز على القضايا الاستراتيجية. عن «بوليتيكو»
. مسؤولون أوروبيون كبار أشاروا إلى التأثير الذي أحدثته كالاس في الساحة العالمية كرئيسة وزراء لإستونيا.
. منصب كايا كالاس يتطلب منها الموازنة بين مصالح الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news