«خيرية رأس الخيمة » ومتبرع يساعدان «عائشة وابنها»

تكفلت مؤسسة رأس الخيمة للأعمال الخيرية، ومتبرع، بمساعدة عائشة وابنها على تجاوز ظروفهما المالية الصعبة، إذ تنظر المؤسسة في مساعدتها بمبلغ مالي ومواد غذائية، كما تكفل متبرع بمساعدتها على سداد الإيجار لمدة عام كامل.

وقال الامين العام لمؤسسة رأس الخيمة للأعمال الخيرية، أحمد راشد الزعابي، إن «المؤسسة قررت صرف مساعدة مالية لهما ومواد غذائية، إضافة إلى تنسيق المؤسسة بين المتبرع وعائشة بشأن سداد الإيجار لمدة عام».

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، أول من أمس، قصة معاناتها في عدم قدرتها على سداد المتأخرات الايجارية، وأعربت عائشة عن سعادتها وشكرها للمتبرع ووقفته معها في معاناتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها.

وتعيش عائشة محمد (هندية) وابنها الوحيد، الذي قارب الـ20 عاماً، ويحمل جنسية دولة جزر القمر، حياة مشحونة بالبؤس والحزن، في منزل صغير، يتألف من غرفة واحدة وبعض المرافق الخدمية البسيطة، بسبب سوء أوضاعهما المالية، إذ توفي زوجها قبـل نحو أربع سنوات، من دون أن يترك لهما ما يعينهما على مواجهة التزامات الحياة، ومتطلباتها المتزايدة.

وقد وجدت عائشة نفسها أخيراً عرضة للطرد من المنزل الذي تقيم وابنها فيه، بسبب عدم قدرتهما على الوفاء بأقساط الإيجار، على الرغم من أنها لا تتأخر عن أيّ فرصة تلوح لها أو لابنها، لتأمين مصدر دخل يتيح لهما الوفاء بالتزاماتهما المالية.

لكن قصة عائشة المأساوية بدأت في وطنها الهند، قبل ذلك بكثير، وتحديداً في مطلع الثمانينات، بعد وفاة والدها، الذي لم يترك لأسرته مصدر رزق يعينها على مواجهة متطلبات الحياة المعيشية، إذ بدأ شعور أفراد عائلتها باليأس من القدرة على مواجهة الحياة يتزايد أكثر، مستنفداً قدرتهم على الاحتمال.

تقول عائشة: «في الفترة التي توفي فيها والدي كان كثيراً من الأسر الهندية، خصوصاً الفقيرة، يتطلع بشغف إلى زواج فتياتهم من الرجال الذين يحملون جنسيات الدول الخليجية»، متابعة «بالنسبة لأسرتي، فقد كانت مثل غيرها من الأسر، تنتظر بفارغ الصبر الزوج القادم من هذه المنطقة، إذ تزوجت من رجل في رأس الخيمة زعم أنه إماراتي، لكن اكتشفت في ما بعد أنه ليس لديه جنسية أصلاً».

وتابعت: «عانيت كثيراً من مصاعب الحياة، نتيجة ارتباطي برجل مجهول الهوية، وزادت تلك المصاعب بعد وفاته، ما جعلني قلقة بصورة دائمة، نتيجة إحساسي بعدم الاطمئنان. وفي البداية، كانت رغبتي جادة في أن يحصل ابني على جنسية بلادي حتى أضمن وجوده إلى جانبي، خصوصاً إذا قررت العودة إلى هناك. وقد بذلت جهوداً كبيرة لتحقيق ذلك، لكن محاولاتي باءت بالفشل، لأن السلطات الهندية لا تمنح جنسيتها لأبناء الهنديات المتزوجات من أجانب، لذا اختار ابني جنسية دولة جزر القمر».

والمشكلة التي تعيشها عائشة الآن، وتؤرق حياتها، هي عدم وجود مصدر دخل ثابت يساعدها على مواجهة متطلبات الحياة، على الرغم من أنها تجتهد لتجنب تلك المعضلة من خلال قيامها بخدمة نساء كبيرات في السن مقابل عائد مالي بسيط يتيح لها الوفاء بقليل من التزامات الحياة اليومية.

الأكثر مشاركة