الفشل الكلوي يعطّــل دراسة إلهام الجامعية
تعاني إلهام عبدالله إبراهيم (22 عاما)، سودانية، مرض الفشل الكلوي، ونتيجة لذلك توقفت عن مواصلة دراستها الجامعية، وفقدت الأمل في تحقيق طموحاتها الشخصية، إذ تخضع لعمليات غسيل بواقع ثلاث مرات أسبوعيا في مستشفى إبراهيم عبيدالله في رأس الخيمة. وهي لا تفكر حاليا إلا في شيء واحد، كما تقول، هو أن تجد فاعل خير يتبرع لها بكلية، أو يعينها على شرائها، لتواصل حياتها بصورة طبيعية.
وأثناء وجودها في مستشفى عبيدالله في انتظار إجراء عملية غسيل، تحدثت عما سببته لها متاعبها الصحية، موضحة أنها كانت تتملكها سعادة غامرة قبل إصابتها بالفشل الكلوي لأنها مشت أولى خطواتها نحو حلمها، المتمثل في دخولها الجامعة، وكانت تأمل بتحقيق التفوق في دراسة المحاسبة، لأنها تعلم أن ذلك هو الطريق الوحيد للالتحاق بوظيفة مرموقة، تمكنها من مساعدة أسرتها، التي تتألف من ستة أفراد، على تجاوز المصاعب المعيشية التي ترزح تحت وطأتها.
وتقول الهام «ما حدث لي كان ابتلاء من الله، أحمده عليه كثيرا، لكنه في واقع الأمر ابتلاء موجع، وقد ملأ نفسي بكثير من الحزن والهموم، وقلب طموحاتي رأسا على عقب، ويكفي دليلا على ذلك أنه لم يعد بمقدوري ممارسة حياتي كما أشاء، فأنا محكومة بضوابط صارمة في الحركة والأكل والشرب، وعليّ عدم الابتعاد عن جهاز غسيل الكلى، لأن ذلك سيعني بالنسبة إليّ وإلى أسرتي التي تعاني الكثير وتنتظر علاج مشكلتي بفارغ الصبر كارثة كاملة».
وتتابع: «لست المريضة الوحيدة بالفشل الكلوي، هناك كثيرات غيري، لكنني أشعر بألم كبير حين أنظر في وجوه أفراد أسرتي التي كانت تتطلع بأمل كبير إلى أن أكمل تعليمي الجامعي بنجاح، وأسهم في رفع معاناتها المعيشية، لكن إرادة الله شاءت أن يداهمني المرض، ويقعدني عن تحقيق طموحاتي الشخصية والأسرية، إذ لم يعد لديّ ما أفكر فيه سوى النجاة من آلام الفشل الكلوي والتخلص من عمليات الغسيل».
وأكدت إلهام أن ثقتها برحمة الله مطلقة، وأنها لن تستسلم لليأس، ولن تسمح له بأن يضع حدّا لطموحاتها وطموحات أسرتها، «فقد ذهبت في كلّ اتجاه، وطرقت جميع الأبواب، باحثة عن العلاج، ومع أنّ كلّ المساعي التي قمنا بها في هذا الاتجاه باءت بالفشل، لأن التقارير الطبية أكدت أن عودة كليتي للعمل من جديد عملية مستحيلة، فأنا مازلت أؤمن بأن هناك حلا، وسأواصل إجراء الغسيل لها، إلى أن يمنّ الله عليّ بمتبرع يساعدني على زراعة كلية جديدة». وبحسب إلهام نفسها، فقد بادر أفراد أسرتها، ومن تربطهم بها صلة قرابة، واحدا بعد الآخر، للتبرع لها بكلية، لإنقاذ حياتها لكن كل من أجريت لهم الفحوص صنفوا طبيا بأنهم من فئة المتبرعين غير الملائمين.
وقالت: لكن والدي هو الشخص الوحيد من بين أولئك جميعا الذي يمكنه التبرع لها بكليته، لذلك جاء معها من السودان الى الامارات ليكون قريبا منها.
وبعد إرسالهما إلى مدينة خليفة الطبية لإجراء الفحوص الخاصة بنقل الكلية، تبين أن الأب مصاب بارتفاع ضغط الدم، فخرج هو الآخر من دائرة التبرع، ولم يبق أمامها غير انتظار الخيرين لإنقاذ حياتها.