«سرطان العظم» يسرق شباب «ياسر»
يعيش الشاب المصري (ياسر.م) فترة شبابه بشكل مختلف عن أقرانه، إذ ألزمه مرض سرطان العظم الفراش، منذ أصاب نصف جسمه السفلي بالشلل التام، وجعله حبيس آلامه، بعدما كان يتمتع بالنشاط الوافر، ويقضي أحلى فترات حياته في الجامعة مع أصدقائه وأشقائه.
دهم السرطان جسد ياسر (21 عاما) قبل أربع سنوات. ومنذ ذلك الوقت، أخذت حياته تتحول إلى مأساة حقيقية، ما أثر سلبا في مسيرة أسرته الصغيرة، التي تتكون من أبوين وأربعة أشقاء، إذ التهمت مدخرات الأب، وتركته عاجزا عن تأمين تكلفة الجراحة العاجلة التي يحتاج إليها ياسر للبقاء حياً، على أمل أن يتمكن من إجراء جراحة أخرى، تعيد الروح إلى نصفه المتيبس.
وبدأت قصة ياسر، حسبما يرويها والده، حين أكمل دراسته الثانوية والتحق بالجامعة، ففي هذه الفترة ظهر ورم في الجانب الأيمن من صدره، ولم يلتفت إليه الشاب في البداية، لكنه بدأ يشعر بآلام شديدة لاحقاً.
وقال الأب لـ«الإمارات اليوم» إنه نقله سريعا إلى مستشفى راشد، حيث أجري له فحص بالأشعة، وتبين وجود ورم في صدره. وبتحليل عينة من الورم، تبين أنه من النوع الخبيث، فحوّل إلى مستشفى دبي، حيث خضع لجراحة عاجلة استأصلت أحد أضلاعه، وجزءاً من الرئة. ونقل لاحقاً إلى الرياض، حيث خضع لفحص بنوع من الأشعة غير متوافر في الإمارات، وتأكد تعافيه من المرض.
وأضاف الأب «عاش ياسر عامين كاملين سعيداً معافى. وفي أبريل 2010 اشتكى من آلام شديدة في ظهره، فنقلناه إلى مستشفى دبي بناءً على توصية سابقة من الفريق الطبي بضرورة مراجعته في حال استجد طارئ. وتم استقباله 12 مرة، حصل خلالها على مسكنات فقط بعدما شخصت الآلام بأنها ناتجة عن أعراض خفيفة، مثل البرد أو القيام بحركة خاطئة».
وتابع أن «المأساة الحقيقية بدأت في يوليو الماضي، حين سقط ياسر فجأة بلا حراك، فاقداً القدرة على النظر والنطق، فنقلناه سريعاً إلى مستشفى راشد، حيث أجريت له تحاليل طبية أثبتت أنه مصاب بورم في النخاع الشوكي. وأكد الأطباء صعوبة إنقاذه، لكنهم أجروا له جراحة عاجلة استأصلوا فيها جزءاً بسيطاً من الورم حتى يخف الضغط على النخاع الشوكي. وفيما بعد، نقل إلى مستشفى دبي لاستكمال علاجه، ومنه إلى مستشفى «توام» في العين، حيث خضع لعلاج طويل. وتحسنت حالته إلى حدّ كبير، فاستعاد الإحساس بنصفه العلوي، وبدأ يمارس حياته بشكل طبيعي، فيما لايزال نصفه السفليّ معطلاً كليّا». وقال (أبوياسر) إنه يعيش في الإمارات منذ 29 عاماً، وإنه حظي دائما بدخل ثابت، وفر لأسرته حياة كريمة، حتى دهمها مرض ابنه، فتراكمت عليه الديون، ما أثر سلباً في مستقبل بقية أشقائه.
وأضاف «تجنبت التقصير معه كلياً، فأنا حريص حاليا على أن يستكمل دراسته الجامعية على الرغم من مرضه. وقد ألزمت شقيقه الأصغر بالالتحاق بالجامعة نفسها لملازمته، والاعتناء به. لكن المشكلة التي أواجهها الآن تتكون من شقين، الأول هو عجزي عن توفير مصاريف العلاج اللازمة، على الرغم من تكفل مستشفى توام بجانب كبير من المصروفات. والشق الثاني هو حاجة ياسر إلى جراحة عاجلة لزرع نخاع شوكي، للإبقاء على حياته. ويجرى هذا النوع من العمليات خارج الدولة، في الأردن، أو أوكرانيا، أو ألمانيا. وتكلف 250 ألف درهم على الأقل».