تحتاج إلى 250 ألف درهم لإجراء عملية جراحية في تايلاند
شـلل دماغي يحرم «رشا» السعادة منذ الـولادة
تعاني (رشا) شللاً دماغياً وصرعاً شديداً منذ الولادة، 23 عاماً عاشتها طريحة الفراش، بسبب تعرضها لنقص في الأوكسجين أثناء الولادة، وفق والدتها، التي أشارت إلى أن حلم رشا الوحيد أن تنهض من الفراش الذي بات جزءاً منها، تتمنى الوقوف على قدميها مثل كل البنات، مشيرة إلى أنها كانت يائسة من تحسن حالتها الصحية إلى وقت قريب عندما أكد تقرير طبي صادر عن مستشفى بامرنجارد في تايلاند، أنه يمكن إجراء عملية في دماغ رشا من أجل التخلص من حالة الصرع الشديد، لكن كلفة العملية والإقامة في المستشفى تبلغ نحو 250 ألف درهم، وإمكانات الأسرة المالية تحول دون إجراء الجراحة، مناشدة أهل الخير مساعدتها على كلفة علاج ابنتها لتخفيف جزء من آلامها، وفتح طاقة أمل لها في الحياة.
شلل دماغي أفاد تقرير طبي صادر عن مستشفى القاسمي، ممهور بتوقيع استشاري المخ والأعصاب، الدكتورة تيسير زين العابدين، بأن «المريضة تعاني شللاً دماغياً منذ الولادة، ما تسبب في تأخر عقلي ومرض الصرع، ما أدى إلى إعاقة عقلية». وقالت والدة رشا إنها راجعت مستشفيات عدة داخل الدولة وخارجها من بينها مستشفى الجراحة العصبية في دبي، ولديها تقرير طبي صادر عن المستشفى يشير إلى أن المريضة تعاني موجات حادة في الصدغ الأمامي الأيسر للدماغ. |
وتفصيلاً، روت والدة رشا لـ«الإمارات اليوم» مأساتها قائلة «حضرت إلى الدولة بصحبة زوجي منذ 33 عاماً، واستقر بنا المقام في إمارة عجمان، وكانت الحياة تسير بوتيرة طبيعية وأنجبت طفلتي الأولى، فملأت البيت سعادة، ثم حملت للمرة الثانية وأنجبت (رشا) عام 1990، في أحد المستشفيات، وخرجت من المستشفى وعدت إلى المنزل، واعتقدت أن الطفلة طبيعية لبعض الوقت». وتابعت «بعد فترة لاحظت أن رشا لا تتصرف بصورة طبيعية وتعاني طوال الوقت ولا تستطيع التعبير عن آلامها إلا بالبكاء، فحملتها إلى المستشفى وبعد إجراء الفحوص والأشعة أخبرنا الأطباء بأنها تعرضت لنقص في الأوكسجين أثناء الولادة، نجم عنه شلل دماغي».
وقالت والدموع تفيض من عينيها، «بمجرد أن سمع والد رشا بخبر إصابتها بشلل دماغي لم يحتمل الصدمة، وسقط على الأرض وتبين أنه أصيب بأزمة قلبية حادة وتوفي في الحال، وكدت أن ألحق بزوجي لولا قوة إرادتي وخوفي على طفلتيّ، فتماسكت ببصيص من الأمل، وبحثت عن عمل لأستطيع إعالة الطفلتين».
وأكملت الأم «منذ ذلك الوقت تراجع رشا المستشفى بصورة دورية للحصول على بعض الأدوية، للمحافظة على استقرار حالتها»، وتابعت أنها لم تترك باباً إلا وطرقته من أجل علاج طفلتها، وترددت على أكثر من مستشفى ومركز طبي، خاص وحكومي، داخل الدولة وخارجها، إلا أن حالة رشا لم تتحسن حتى الآن، وكل ما تستطيع عمله لها تخفيف بعض آلامها، خصوصاً أن نقص الأوكسجين تسبب في إصابتها بشلل نصفي، ومشكلات في الكلى والتهابات في المثانة، وزيادة مفرطة في الوزن ما أصابها بحالة اكتئاب. وأكدت الأم «بذلت قصارى جهدي من أجل تخفيف آلام رشا، وحالياً أصبحت غير قادرة على العمل بسبب تقدم العمر، وبسبب حاجة رشا الماسة إلى وجودي إلى جوارها على مدار الساعة، ولم يعد لدينا معيل سوى ابنتي الأخرى، التي يذهب معظم راتبها لعلاج وأدوية رشا، على أمل التخفيف من آلامها».
وأضافت أنها رافقت رشا في رحلات علاج عدة خارج الدولة، من دون جدوى، وأخيراً سافرت بصحبتها إلى تايلاند في رحلة علاج أنفقت خلالها آخر ما تبقى لديها، وهناك جدد الأطباء الأمل في قلبها عندما أكدوا وجود فرصة لعلاج رشا، وأشار التقرير الصادر عن مستشفى بامرنجارد في تايلاند، إلى إمكانية إجراء عملية لها في الدماغ بكلفة نحو 250 ألف درهم، تشمل الإقامة في المستشفى نحو أسبوعين، ونسبة نجاحها عالية جداً.
وأفاد التقرير بأن المريضة رشا تعاني شللاً دماغياً ومشكلات في الكلى والتهابات في المثانة، وتحتاج إلى علاج عاجل، كما تحتاج إلى خفض وزنها، وغذاء خاص، مشيراً إلى أن رشا تعاني حالات صرع شديدة، وتحتاج إلى تقييم شامل لما قبل العملية الجراحية، بما في ذلك التصوير الطبقي للرأس، وإذا تم القيام بكل الإجراءات التقييمية قبل العملية الجراحية، فإن العملية ستكون ناجحة في التخلص من حالة الصرع الشديد.
وذكر التقرير أن خطة العلاج المقترحة تتضمن أولاً إعادة تقييم، وفحوص الدم والتحليل والتصوير الأشعي المقطعي والمغناطيسي للدماغ، والعملية الجراحية لمعالجة الصرع الشديد.
وقالت الأم «تقرير المستشفى جدد الأمل في قلبي وجعل رشا تبتسم بعد 23 عاماً قضتها في حزن متواصل، خصوصاً أن الأطباء أكدوا أن نسبة نجاح العملية كبيرة»، لافتة إلى أن المشكلة عدم إمكانية تدبير هذا المبلغ الكبير، وقد طرقنا كل الأبواب وحاولنا الاقتراض من البنوك لكن كل محاولاتنا باءت بالفشل»، مناشدة أهل الخير مد يد المساعدة لانتشال رشا من أحزانها وتحقيق حلمها في النهوض من الفراش الذي عاشت عليه حياتها، مؤكدة أن مبلغ العلاج 250 ألف درهم، يعيد الحياة لإنسانة تعاني منذ الولادة بسبب خطأ ليس لها ذنب فيه.
وذكرت الأم «لو أنني أملك أن أضحي بعمري من أجل علاج رشا ما ترددت لحظة، وكل أملي أن أرى السعادة على وجهها».