تقاوم المرض منذ 6 سنوات.. وتحلم بأن تكون طبيبة متخصصة في الأمراض السرطانية
«شهد» تحتاج إلى استئصال سرطان في الرئة بكلفة 115 ألف درهم
تصرّ (شهد)، التي تبلغ من العمر 19 عاماً، على مواصلة مشوارها الدراسي في جامعة الشارقة، تحدثك عن طموحها في أن تصبح طبيبة متخصصة في الأمراض السرطانية، لأنها هي نفسها تواجه سرطاناً خبيثاً، يفتك بجسدها من دون توقف، وبلا رحمة.
كان أول تشخيص لحالتها، وهي في سنّ الـ15 تحديداً في عام 2009، عندما تبين وجود ورم خبيث في الفخذ اليسرى، وخضعت لعلاج كيماوي استمر 30 جلسة، أعقبته جراحة شديدة الخطورة، لكن الأورام السرطانية لم تتوقف عن مهاجمة مختلف أعضاء جسدها، حتى وصلت إلى الرئة، ومن شدة الألم لا تستطيع النوم إلا ساعات معدودة، ومع ذلك مازالت تتحلى بالصبر وتتحمل المرض. يروي والد شهد قصة ابنته مع المرض، قائلاً: «شهد هي الابنة الرابعة بين خمسة أبناء، كانت حياتنا مستقرة وسعيدة، إلى أن جاء ذاك اليوم الذي أحسّت فيه شهد بآلام شديدة في الفخذ اليسرى، صاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم، فأسرعت بها إلى المستشفى الأميركي في دبي، كونه الأقرب إلى منزلنا، وتم فحصها وإجراء التحاليل والفحوص المخبرية والأشعة المقطعية اللازمة، وأخبرنا الطبيب المعالج بأن هناك ورماً قد يكون سرطانياً أو مجرد التهاب حاد بالعظم».
التقرير الطبي يشير التقرير الطبي الصادر عن مستشفى المفرق في أبوظبي، إلى أن شهد تم تشخيص حالتها في 2009، وإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم بالكامل في مستشفى الملك حسين بالأردن، وفي شهر نوفمبر 2011، بعد إجراء فحوص الأنسجة، تبين وجود ورم في الرئتين، إضافة إلى بقع كبيرة في الجلد، وخضعت للعلاج الكيماوي والإشعاعي في الرئتين، وتمت مناقشة الحالة من قبل مختصين في الأورام السرطانية في مستشفى المفرق، والفريق الزائر من اليابان، وتقرر إجراء عملية عاجلة لاستئصال الورم بالإشعاعات، وهي طريقة جديدة، لا تدمر الأنسجة المحيطة بالروم، خصوصاً أن الرئتين عضو في غاية الأهمية. |
وأضاف الأب: «عرضناها على أطباء في مستشفيات عدة، داخل الدولة، لنتأكد من حالتها، لكن أحداً لم يستطع تشخيصها بصورة دقيقة، فتوجهت إلى الأردن في أبريل 2009، وعرضتها على الأطباء في مستشفى الحسين للسرطان، حيث تم التأكد من أنه ورم سرطاني خبيث، وتم أخذ عينة منه وزراعتها في المختبرات المتخصصة للأمراض السرطانية، بعدها قرر الفريق الطبي استئصاله والفخذ اليسرى بالكامل، وتركيب عضو معدني (التيتانيوم) بديلاً له، حتى يتلاشى المرض نهائياً».
وتابع: «قررت الرجوع إلى الإمارات لمواصلة العمل ومتابعة دراسة أبنائي، كنت حريصاً دائماً على أخذ شهد لإجراء الفحوص والتحاليل الدورية كل ستة أشهر، وفي 2013 شعرت بضيق شديد في التنفس، إضافة إلى كحة تجعلها تصاب بالاختناق، فتوجهنا بها إلى قسم الطوارئ في مستشفى المفرق في أبوظبي، وكانت نتيجة الفحوص صدمة كبرى، فقد أخبرنا الأطباء أن السرطان عاد مجدداً، ويهاجم الرئة، ما يشكل خطراً على حياتها».
قال الأب: «الطبيب المعالج نصحني بنقلها في أسرع وقت إلى أحد المستشفيات المتخصصة في الأورام خارج الدولة في غضون شهر على الأكثر، وخاطبنا مستشفيات عدة خارج الدولة، وأرسلت نسخاً من التحاليل والأشعة وتحدثت مع أطباء من جنسيات مختلفة، وتم عرض الحالة على فريق طبي من اليابان يزور الدولة، وتبين أن علاجها متوافر في مستشفى متخصص في اليابان، كلفته 115 ألف درهم». وواصل الأب بصوت تخنقه الدموع: «أكد الأطباء ضرورة سرعة سفرها لإتمام العلاج، لعدم توافر العلاج داخل الدولة، وأصبحت لا أستطيع التفكير، لا أدري ماذا أفعل لأنقذ حياتها، أصبحت لا أملك سوى الدموع والدعاء ليل نهار، فأنا أعمل في إحدى الشركات الخاصة، براتب 10 آلاف درهم، وزوجتي ربة بيت لا تعمل، وأنا المعيل الوحيد للأسرة، وأملي الوحيد علاج ابنتي وإنقاذها من السرطان الذي ينتشر في جسدها، وأناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتي لتوفير كلفة علاجها في اليابان قبل فوات الأوان، خصوصاً أن حالتها تسوء يوماً بعد يوم».