كلفة ولادة مبكرة وإقامة في قسم «الخدّج»
250 ألف درهم تحرم «حنان» شهادة الميلاد
(حنان) رضيعة اضطرت والدتها إلى وضعها في الشهر الأول من الأسبوع السابع من الحمل، إثر مشكلات في المشيمة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً، وحتى الآن لم يتم استخراج شهادة ميلاد لها، لعدم قدرة الأم على توفير كلفة إيداعها قسم العناية المركزة للأطفال الخدج (الحضّانة) البالغة 232 ألفاً و262 درهماً، إضافة إلى كلفة الولادة القيصرية وتبلغ 18 ألفاً و267 درهماً.
وحسب الأم (فلسطينية) فإن زوجها يعجز عن سداد تلك المبالغ، إذ يعمل في جهة خاصة، وراتبه يكفي بالكاد احتياجات الحياة، مناشدة أصحاب القلوب الرحيمة وأهل الخير مساعدتها على سداد فاتورة الولادة وإقامة رضيعتها بالعناية المركزة.
وأظهر التقرير الطبي الصادر عن مستشفى خليفة في عجمان، أن
«(أم حنان) خضعت لولادة مبكرة في الأسبوع الأول من الشهر السابع من الحمل، بسبب تعرضها إلى نزيف حاد، أدى إلى مشكلة في المشيمة وانفصالها، ما كان يشكل خطراً على حياتها وجنينها في حال عدم التدخل الجراحي»، موضحاً أن «الطفلة ولدت من دون أن يكتمل نمو رئتيها، وبلغ وزنها 1300غرام، ما استدعى إيداعها (الحضّانة)، وتكثيف العلاج ومتابعتها باستمرار حتى تتحسن».
وقالت والدة (حنان)، لـ«الإمارات اليوم»: «كنت مطمئنة على وضع جنيني، وحريصة على الذهاب إلى المواعيد وإجراء الفحوص الأولية، وعند دخولي في الأسبوع الأول من الشهر السابع، أصبت بنزيف شديد، وارتفاع تدريجي في درجات الحرارة، وأحسست بآلام المخاض ولم أستطع التحرك، وتم نقلي على الفور إلى مستشفى خليفة في عجمان، وتولى الأطباء إجراء الفحوص والأشعة، وتبين بعد المعاينة تقدم في المشيمة وانفصالها، وحياتي أنا والجنين كانت مهددة بالخطر، واستدعى الأمر إجراء عملية قيصرية في أسرع وقت».
وأضافت الأم: «تملّك الخوف الشديد زوجي، بسبب تلك الحالة الحرجة التي مررت بها، ووافق فوراً على التدخل الجراحي، وتم إجراء عملية ولادة قيصرية، وجاءت ابنتي (حنان) إلى الحياة من دون أن يكتمل نموها، وتم إدخالها على الفور إلى وحدة العناية المركزة للأطفال الخدج (الحضّانة)، لحين استكمال نمو رئتيها وعودة نموها للوضع الطبيعي».
وأوضحت أنه «خلال أول أسبوعين من وجود الطفلة (حنان) في حضانة الأطفال الخدج، تم وضعها تحت جهاز التنفس الاصطناعي المثبت عن طريق أنبوب في الأنف، ليعمل بمثابة الرئة لمساعدتها على التنفس. ومن خلال متابعة طبيب بدأت تستقر حالتها، وتم رفع الجهاز، وبقيت (حنان) ثلاثة أشهر في الحضّانة تحت متابعة الأطباء، وبلغت فاتورة الحضّانة 232 ألفاً و262 درهماً، وكلفة الولادة 18 ألفاً و267 درهماً، أي أن إجمالي الفاتورتين 250 ألفاً و529 درهماً».
وتابعت: «على قدر سعادتنا وفرحتنا بطفلتنا (حنان)، كنت وزوجي في حالة يرثى لها، لعدم قدرتنا على تدبير قيمة الفاتورتين، لأن المبلغ يفوق إمكاناتنا المالية، وزوجي هو المعيل الوحيد للأسرة المكونة من خمسة أفراد، ويعمل في إحدى الجهات الخاصة براتب 5000 درهم، يذهب منه لإيجار المسكن 28 ألف درهم، وبقية الراتب يغطي بالكاد متطلبات الحياة اليومية».
وناشدت أهل الخير مد يد العون لهم، ومساعدتهم على سداد فاتورة الحضّانة، حتى تتمكن من استخراج شهادة ميلاد للطفلة.