«حنان» تخرج من سباق القدرة قعيدة.. وتخسر العمل والمأوى
يعرفها بعض من يعملون في مجال الحقل الإعلامي أو مجال العقارات، أو من يمارسون رياضة البولينغ، فحنان الحساوي شغلت أكثر من منصب سابق، فهي عضو سابق لاتحاد الإمارات للبولينغ، وشغلت أكثر من منصب إداري في «نخيل» و«دبي للعقارات» وأيضاً مؤسسة ماجد الفطيم، وبدأت حياتها العملية بعد تخرجها في كلية التقنية بدبي، إداريةً في المجموعة العربية للإعلام، لتتم بعدها رسالة الماجستير.
مرض التصلب أفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى راشد في دبي، بأن تشخيص حالة (حنان) هو انتكاس مرض التصلب المتعدد، بالإضافة إلى مرض في النسيج الضام، حيث كانت برنامج العلاج يصرف من المستشفى بانتظام قبل التوقف بسبب عدم قدرتها على تجديد البطاقة الصحية. وأشار التقرير إلى أنها تحتاج إلى علاج وأدوية بقيمة 15 ألف درهم شهرياً. نفاد العلاج أكدت حنان الحساوي أن معاناتها المرضية تتضاعف بشدة هذه الأيام، بعد نفاد العلاج الذي لا يسمح بصرفه إلا من خلال المستشفيات الرسمية، فضلاً عن قيمته المالية الباهظة، متابعة «أقاوم الآن مرضي بالصبر والدعاء، محتسبة ما أمرّ به عند الله، فالإيمان سلاحي الوحيد الآن، لكنني فخورة أنني كنت يوماً جزءاً من مؤسسات ناجحة عديدة، ولو عاد بي الزمن لاخترت الطريق ذاته الذي صادفت خلاله نماذج إيجابية كثيرة علمتني قيمة العمل بتفانٍ وإخلاص». |
لكن (حنان) اليوم ليست هي تلك الفتاة النشيطة، المفعمة بالحيوية والحركة الدؤوبة، حيث تسبب سقوطها أثناء ممارستها هواية ركوب الخيل في أحد سباقات القدرة بمنطقة سيح السلم، في إصابتها بمرض نادر، تبين في ما بعد أنه تصلب لويحي، وتحتاج إلى علاج وأدوية بقيمة 15 ألف درهم شهرياً، ومطالبة بتنفيذ حكم قضائي بإخلاء منزلها المستأجر، لتراكم أقساط إيجارية بقيمة 63 ألف درهم، ومنعها كبرياؤها اللجوء إلى المؤسسات الخيرية، فهي ترفض مد يدها، لكنها تريد عملاً تستطيع من خلاله العلاج وتوفير المأوى وممارسة حياتها بصورة طبيعية.
وتفصيلاً، كانت (حنان) تعيش بمستوى اجتماعي وصفته بالجيد، تغيرت بها الحال تماماً، بعد أن أصبحت مطلقة بعد زواج دام لعام واحد، ثم أصبحت عاجزة عن العمل، فهي الآن قعيدة ملازمة كرسيها «الثابت»، ومطالبة بتنفيذ حكم قضائي بإخلاء منزلها المستأجر، لتراكم قيمة إيجار غير مسددة منذ ثمانية أشهر متتالية.
ولجأت (حنان) إلى «الإمارات اليوم» أخيراً، عبر اتصال هاتفي، وعندما توجهنا إلى منزلها في منطقة مردف، كان أول شرط لها «أرجو ألا تُفهم رغبتي في عرض قضيتي بأنها استجداء، فأنا لا أبحث عن عطية مالية، بل أأمل الحصول على العلاج، والحصول أيضاً على فرصة عمل تقيني هوان المسألة».
واضطرت (حنان) إلى الاستعانة بأحد أبناء الجيران من أجل استقبال «الإمارات اليوم» في منزلها، الذي تعيش فيه بمفردها، وتجد صعوبة كبيرة في التنقل داخله، لعدم قدرتها على الحركة.
وقالت (حنان): «أعاني مرض التصلب اللويحي، وكنت أقوم بصرف الدواء بشكل منتظم من مستشفى راشد، لكن هذا الأمر توقف بسبب عدم قدرتي على تجديد البطاقة الصحية»، مشيرة إلى أنها تحمل جواز جرز القمر، ومع فقدان عملها، وتخلي أخيها عن كفالتها، أصبحت مطالبة بالبحث عن كفيل، وهي المشكلة التي ظلت تبحث لها عن حل من دون جدوى، مؤكدة أن الدواء نفد لديها، وأصبحت مهددة بالإصابة بشلل تام، وبالعديد من المضاعفات الأخرى التي تهدد حياتها.
وتابعت: «أعيش منذ عام ونصف العام من دون أي دخل، وسعيت طوال هذه المدة إلى عدم الاستدانة مطلقاً، اعتماداً على بعض ما كنت أوفره من عملي السابق، لكني الآن أصبحت مضطرة إلى تنفيذ حكم قضائي ملزم بإخلاء المنزل، بعد أن تراكم مبلغ 63 ألف درهم متأخرات إيجارية مستحقة علي، وليس أمامي أي خيار آخر».
وقالت (حنان) إنها رغم سوء حالتها المرضية سعت للبحث عن وظيفة، خلال الفترة الماضية، موضحة أنها تحمل شهادة ماجستير في الإدارة، وخبرات سابقة جعلتها مرحباً بها لدى جهات متعددة، لكن حالتها المرضية، التي سعيت إلى إخفائها أكثر من مرة عبر اتكائها على عصا، كانت تتضح وتكون سبباً أساسياً في عدم توظيفها.
وتابعت: «غياب الدواء يضاعف من صعوبة الحركة، ويضعف قدرة المثانة على التحكم في البول، لذلك فإن رحلة الذهاب إلى المستشفى الآن، في ظل انقطاعي عن الدواء، أصبحت بالغة الصعوبة، لكن حتى هذه الرحلة لم أعد قادرة على قطعها، نظراً إلى انتهاء صلاحية بطاقتي الصحية».
وأشارت (حنان) إلى أن أباها الراحل انفصل عن والدتها التي انقطعت أخبارها عنها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، ورحل الأب وهي في الـ13 من عمرها، لتستقر مع أخيها الذي تزوج في منزل والدها القديم بمنطقة الراشدية، ومنعها من الوجود فيه مطلقاً.
وقالت «أغفر لأخي وأعذره على هذا الموقف، ومهما مر بي من خطب، فلن أقف أمامه في المحكمة لمنازعته ملكيته، وطريقي الوحيد الآن هو البحث عن عمل وعلاج ومأوى».