مائدة رمضان.. أساسها المجموعـات الغذائية الخمس
تتميز المائدة الرمضانية بكونها غنية بالمجموعات الغذائية الخمس، وغالباً ما تبدأ السيدة في المنزل لدى تحضيرها هذه المائدة بإعداد الكثير من الأطباق، لاسيما في حال كان لديها ضيوف علماً بأن هناك الكثير من الشروط التي لابد من مراعاتها في إعداد مائدة شهر رمضان، سواء من الناحية المطبخية، وكيف يمكن أن توزع الأطباق، أو حتى من الناحية الغذائية، وما الذي يجب التركيز عليه في رمضان للحفاظ على جسم سليم وقوي وكذلك لمنع فقدان الجسم من حاجاته الغذائية والأساسية.
وقال الشيف في فندق بارك حياة دبي هاني الفران، إن «هناك أساسيات يجب أن تعرفها المرأة قبل أن تبدأ بتحضير مائدتها، أولاً لابد من توفّر نوع من الشوربة».
ونصح الفران باختيار أنواع خفيفة كشوربة العدس والخضار، أو شوربة الشعيرية بالدجاج، وكذلك شوربة الحريرة فهذه الأنواع خفيفة ولا تشعر المرء بالعطش».
ممنوعات في رمضانأكدت مديرة التغذية في المنطقة الطبية الشرقية، ندى الأديب أن هناك قائمة للممنوعات أو الأطعمة التي يجب الابتعاد عنها في رمضان، ومنها: الماء المثلج في بداية الإفطار فهو يؤدي إلى تقلصات وسوء هضم في المعدة. المواد الحريفة والمخللات بكثرة لأنها تزيد إحساس الصائم بالعطش. الحلويات والمأكولات الغنية بالدهون في السحور لأنها تسبب للصائم اضطرابات وعسرا في الهضم أثناء النهار، كما تزيد الشعور بالعطش، وهذا يعود إلى أن عملية الهضم لأية نوعية من الدهون تتطلب كميات كبيرة من الماء. الحلوى عقب الإفطار لاختلاط المواد السكرية مع الدهون ما يسبب تخمرات وانتفاخاً. مشروبات مفيدة
نوهت الأديب بوجود مشروبات مفيدة جداً في شهر رمضان، وفصلت فائدة كل منها كالآتي: قمر الدين: وهو شراب محضر من المشمش، يحتوي على الكاروتينات التي تتحول في الجسم الى فيتامين (أ) المضاد للأكسدة والمفيد للبشرة والجلد، كما يساعد على تعزيز القدرة البصرية لاحتوائه على فيتامين (ب) وغني بفيتامين (ج) المقوي للجهاز المناعي. العرق سوس: يعزز إفراز الكورتيزون الطبيعي في الجسم ويقلل من تأثير الفيروسات خصوصاً فيروس الأنفلونزا ويزيد المناعة. التمر باللبن: يحتوي على السكريات والفوسفور والكالسيوم والحديد، يعتبر مهدئاً طبيعياً ويحمي من النزيف. التمر الهندي: مقاوم للعطش، ملين طبيعي لاحتوائه على احماض نباتية ومنبه لحركة المعدة وطارد للغازات والفضلات ومنشط لأداء الكبد ومدر للبول. الخروب: هو مزيج من السكريات ونوع من الصمغ حلو المذاق والأملاح المعدنية، يزيد من افزار العصارة الصفراوية ومدر للبول ويخلص الجسم من السموم والأملاح الزائدة ومعالج للالتهابات. |
ونوه الفران بوجود المشروبات التي تقدم على الإفطار، كالجلاب أو قمر الدين، والتي تندرج ضمن الحلويات، ناصحاً بالاكتفاء بكمية بسيطة جداً. أما بعد الشوربة، فينبغي أن «يكون هناك أكثر من نوع سلطة على المائدة، كالفتوش أو التبولة، واللبن، ولكن يجب الحرص في المقبلات على التخفيف من البقوليات، والطحينة لأنها تسبب العطش». أما الطبق الرئيس فبالنسبة للفران، «يجب أن يكون طبق أرز مع نوع من اللحوم، إذ يجب أن تختار السيدة اللحم الأحمر أو الدجاج أو السمك لأن أداء هضم كل نوع من أنواع اللحوم يختلف عن الآخر، ولكن يجب أن يكون هناك نوع من اليخنة وذلك كي لا يكون الأكل جافاً». واستدرك الفران «أما في حال كان لدى السيدة عزيمة فيمكنها أن تضع أكثر من نوع من اللحوم لأنه من الممكن ان تختلف الأذواق بين الضيوف». ونصح الفران بالإكثار من أنواع المقبلات على السفرة، لأن البدء بالماء والشوربة يعني أنه تقريباً قد امتلأ أكثر من نصف المعدة». أما الحلويات فنصح الفران بـ«وجوب التقليل من الأنواع، كما أنه لا يجب أن يتناولها المرء مباشرة بعد الوجبة، فيجب أن ينتظر لساعتين على الأقل لأن الحلويات غالباً ما تكون دسمة وبالتالي هذا يؤدي الى تلبك معوي». ونصح الفران السيدة، بأن تزيّن أطباقها لاسيما في العزائم لأن العين تأكل قبل الفم وهذا يحسن من شكل المائدة».
شهر الغذاء
من جهتها، لفتت مديرة التغذية في المنطقة الطبية الشرقية، ندى الأديب الى أنه «للأسف يتخذ شهر رمضان طابع شهر الغذاء عند الكثير من الناس، علماً بأن فوائد الصيام تم إيجازها في «صوموا تصحوا». لذا شددت الأديب على ضرورة أن يعرف المرء فوائد الصوم، كونه يجدد أنشطة أجهزة وأعضاء الجسم، ويخلص الجسم من الفضلات المتراكمة، كما يحسن دهون الدم وعمل الجهاز الهضمي ويخلص الجسم من الوزن الزائد». لذا أكدت الأديب أن «الجسم يعتمد في أثناء الصوم على السكريات كي ينتج الطاقة، وبالتالي تكون وجبة السحور هي التي توفر الطاقة، ولكنها توفرها لساعات عدة فقط، ولهذا يستغل الجسم طاقة سكر الجلوكوز من المواد السكرية والدهنية المخزنة في انسجة الجسم ما يؤدي الى تخلص الجسم من الخلايا التالفة والسموم المتراكمة وبتناول وجبة الإفطار يتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة». لهذا شددت الأديب على وجوب الانتباه الى الأطعمة التي تتوافر على سفرة رمضان، لأن الإفطار يأتي بعد راحة الجهاز الهضمي لمدة تزيد على 12 ساعة». وأوضحت الأديب «علينا البدء بوجبة خفيفة، وبكمية قليلة، إذ يمكن تناول 3-5 تمرات فهو سنة عن الرسول الكريم، كما أنه يعوض الانخفاض في منسوب السكر في الدم، لكن يجب الانتباه الى أهمية عدم الإكثار من تناول المغذيات عالية السكريات لأنها تفقد الشهية وتزيد الوزن». ونصحت الأديب بعد التمر، بـ«وجوب تناول الشوربة الدافئة أو العصير الطازج غير المثلج ومن دون سكر، أو الاكتفاء بالماء الفاتر أو اللبن لتنبيه المعدة قليلاً حتى تبدأ العمل، وبعدها لابد من أخذ قسط من الراحة، ثم يمكن ان نستكمل الإفطار حين تكون المعدة مستعدة لاستقبال الطبق الرئيس». وبالنسبة للأديب يفضل ألا تكون وجبة الإفطار كبيرة لأنها تستغرق وقتاً طويلاً في الهضم، كما أنه لابد من الامتناع عن شرب السوائل المثلجة عند الإفطار لأنها تؤدي لانقباض الشعيرات الدموية في الجهاز الهضمي وتبطئ عملية الهضم».
وأكدت الأديب انه يمكن بعد العشاء أن يؤدي المرء صلاته لإعطاء فرصة لامتصاص السكر وتنبيه المعدة لبدء عملية الهضم.
تنويع الوجبة
أما التنويع في الوجبة الغذائية، فيجب أن يشمل كما أكدت الأديب المجموعات الغذائية الخمس، الحبوب ومنتجاتها والحليب ومشتقاته والفواكه والخضار وأخيراً اللحوم والبقوليات والمكسرات. ولفتت الأديب الى وجوب عدم الاقتصار على صنف واحد، كالهريس مثلاً مع أنه يحتوي على مجموعة عناصر غذائية جيدة، إلا أنه ينبغي عدم إهمال الفواكه والخضراوات الورقية الطازجة (السلطة) واللحوم المتنوعة المسلوقة جيداً مع الحرص على عدم الإكثار من النشويات. ومن الأمور المهمة التي نصحت الأديب باتباعها، «هي كيفية تنظيم الوجبات، سواء من حيث الكم أو النوع، للوقاية من احتمالات الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها كارتفاع ضغط الدم والسكري وآلام المفاصل». أما وجبة السحور، فهي من الوجبات الضرورية جداً للصائم، وتعد الوجبة الأساسية الثانية ويجب تناولها كوجبة كاملة. ونصحت الأديب بتأخيرها، وذلك لتمكين الجسم من الاستفادة من المواد الغذائية خلال فترة الصيام من دون معاناة من العطش والصداع والخمول والعصبية، ولإعطاء الجهاز الهضمي فرصة ليعمل بكفاءة لتتاح الفرصة لأداء الصلاة».