روّاد بأعداد محدودة.. و«دكات» تعرض أصنافاً قليلة
هل يصوم الناس عن أكل السمك في رمضان؟
هل يصوم الناس عن أكل السمك في رمضان؟.. سؤال قد يتردد لدى كثيرين ممن يذهبون إلى سوق السمك في رأس الخيمة، أو المعيريض في الشهر الفضيل، بسبب محدودية عدد الروّاد الذين يتجولون بين الدكات، التي هي الأخرى تعرض القليل من الأسماك، على خلاف الحال في غير شهر رمضان، إذ تكتظ السوق بالمستهلكين وتمتلئ دكات البيع بكثير من أصناف الأسماك.
من وجهة نظر شاهين الحرمي، فإن الناس لا يحجمون عن أكل السمك، لكنهم يشتهون أصنافاً محدودة منه، خصوصاً التي تطهى بطريقة القلي، ما يجعلها مناسبة للأكل مع العيش الأبيض، مثل: القباب والكنعد والجش النعيمي، بينما هم يحجمون عن شراء الأصناف الأخرى، ونتيجة لمحدودية شراء الأسماك في رمضان، فإن الباعة أيضاً يحجمون عن عرض كل ما يدخرون في ثلاجاتهم من الأصناف التي يقل الطلب عليها في رمضان خشية تعرّضها للتلف، وبالتالي يتعرّضون لخسائر مالية.
العرض والطلب يرى عبدالعزيز الظهوري، مراقب بسوق السمك في رأس الخيمة، أن «كميات الأسماك المعروضة تغطي 90% من الأصناف المرغوبة، ولا يتفق مع الرأي القائل باختفاء الأسماك في رمضان، ولكن ما يحدث هو قلة الكميات المعروضة، مثل: سمك الخباط والكنعد، ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع حرارة الطقس، إذ تهرب الأسماك إلى أعماق البحر بحثاً عن المياه الباردة». وأضاف: «كما هي الحال في الأوقات الأخرى، فإن الأسعار في رمضان تخضع لنظام العرض والطلب، وأيضاً القابلية الاستهلاكية». |
منذ حلول شهر رمضان المبارك اختفى السمك من مائدة إفطار رمضان، بحسب بعض المواطنين، ومنهم شاهين الحرمي، الذي ذكر أن «تركيز معظم الأسر يكون على اللحوم الحمراء والدجاج الذي يعد مادة رئيسة لصناعة (الهريس)»، مشيراً إلى أن «معظم الأشخاص الذين يترددون في هذه الأيام على سوق السمك، يكون هدفهم شراء الروبيان، الذي يطيب تناوله في شهر الصوم».
واذا كان المثل يقول «رب ضارة نافعة»، أي إن قلة الطلب على السمك في شهر رمضان ينبغي خفض الأسعار، فقد حدث ذلك فعلاً بحسب علي الشحي، الذي ضرب مثلاً بأن السمك صنف القباب الذي يعرض للبيع في هذه الأيام بسعر الحبة الواحدة منه بقيمة تراوح بين 65 و75 درهماً، كان يباع قبل ذلك في غير الشهر الفضيل بأكثر من 150 درهماً، وذلك نتيجة الإقبال الكبير.
من جهته، قال أحد روّاد سوق السمك، سالم محمد، إنه «نظراً لأن الأكل يكون ليلاً، فإن الطلب على الأسماك في رمضان محكوم بعملية الهضم، ذلك أن بعض أصناف الأسماك تكون غير مناسبة للأكل ليلاً بسبب صعوبة هضمها أثناء النوم، بينما هناك أصناف أخرى سهلة الهضم في ذلك التوقيت، وبالتالي يمكن تناولها في مائدة العشاء أو السحور». أما في ما يتعلق بقلة المعروض من الأسماك في الأسواق، فرده محمد إلى إحجام الصيادين الصائمين عن الخروج لممارسة المهنة، خصوصاً بسبب الطقس المرتفع ونسبة الرطوبة، لافتاً إلى أن «الباعة ينتهزون فرصة الإقبال على شراء الأسماك المرغوب فيها في رمضان فيعرضونها بأسعار مرتفعة، بينما الأخرى قليلة الطلب تباع بأسعار منخفضة».
من جانبه، أكد سعيد الطمحي، أنه «يحرص على أكل السمك والروبيان بواقع مرة أو مرتين في الأسبوع خلال شهر رمضان، وبالتالي لا يتفق مع الرأي القائل إن أكل الأسماك في شهر رمضان ليلاً يسبب العطش نهاراً». وأوضح: «من واقع معرفتي فإن مسألة عطش الصائمين نتيجة أكل السمك مرده إلى الملح والبهارات المستخدمة في عملية الطهي، وتجنباً لتلك المشكلة يمكن تقليل تلك البهارات عند طهي السمك، وهذا بالضبط ما أفعله في رمضان فنتهي مسألة العطش. ومن المعروف أيضاً أن المأكولات البحرية لا أضرار أو مشكلات من وراء تناولها، بحسب الأطباء الذين يحضون الناس بصورة مستمرة على تناولها بصورة مستمرة، نظراً لفوائدها الصحية لجسم الإنسان».
ويشرح إبراهيم الشامسي، تجربته مع السمك في رمضان قائلاً: «مهما يكن من أمر فإن الأسماك المرغوبة في رمضان هي التي تطبخ بالقلي، مثل: الجش النعيمي والقباب والكنعد، وبعضها متوافر، وأصناف أخرى معروضة بكميات قليلة، ويتم بيعها بأسعار مرتفعة، لكن الملاحظ هو ضعف وجود المستهلكين في سوق السمك، والموجودون هم أمام دكات بيع الروبيان».