أكدوا ضرورة الاستشارة الصحية لتحديد الجرعة الأنسب لتجنّب أي مخاطر
مدخنون يلجأون إلى «لصقات النيكوتين» خلال الصيام.. وأطباء يحذرون
حذر أطباء من زيادة استخدام المدخنين الشباب لـ«لصقات النيكوتين»، ظناً منهم أنها الحل السحري لمساعدتهم على تخطي ساعات الصيام، من دون الشعور بأي أعراض جانبية أو صداع.
ونصحوا بضرورة الاستشارة الطبية لتحديد الجرعة الأنسب لتجنّب أي مشكلات أو مخاطر صحية وآثار جانبية أثناء الصيام، خصوصاً عند استخدامها بجرعات عالية أو وضع أكثر من لصقة في وقت واحد، ما قد يؤدي إلى الإصابة بزيادة خفقان القلب وتسارع الضربات، أو ارتفاع ضغط الدم والغثيان والدوخة والصداع أو تهيج الجلد، أو أعراض تسمم النيكوتين (التعرق المفرط والدوخة والغثيان الحاد) في حالات الجرعات الزائدة.
وقد لاقت «لصقات النيكوتين» رواجاً وقبولاً واسعاً بين المدخنين الباحثين عما يساعدهم على تقليل أثر الامتناع عن التدخين، وذلك بعد أن أصدر «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي» قائمة بأهم الأسئلة الإفتائية المتعلقة بالمفطرات، أو مبطلات الصيام في رمضان، وبيان أجوبتها، وتضمّنت أن «لصقات النيكوتين لا تفطر».
ورصدت «الإمارات اليوم»، خلال جولة ميدانية في عدد من الصيدليات ومنافذ البيع، إقبالاً كبيراً من الشباب على شراء لصقات النيكوتين، ما أدى إلى نفاد الكميات المعروضة على الأرفف، وأوضح طبيب صيدلي أن الإقبال على هذه اللصقات كان غير مسبوق منذ بداية شهر رمضان، ما تسبب في نفادها بشكل كبير من الصيدليات.
وقال طبيب صيدلي في أحد فروع سلسلة صيدليات مشهورة (محمد ن): «نحن معتادون على بيع لصقات النيكوتين طوال العام، لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين، كبدائل مساعدة لفترة محدودة، لكن مع حلول رمضان تضاعفت المبيعات بشكل ملحوظ، وقام العديد من الشباب بشراء كميات كبيرة دفعة واحدة، ما أدى إلى نقص ونفاد المخزون في الأيام الأولى من رمضان من 30 فرعاً تابعاً للشركة».
وفي المقابل، سارعت بعض مواقع التسوق الإلكترونية إلى طرح عروض وخصومات على لصقات النيكوتين بنسبة 40%، ما أسهم في زيادة الإقبال عليها وطلبها عبر الإنترنت أيضاً، ما أدى أيضاً إلى نفاد بعض الأنواع المعروضة بسبب كثرة الطلب، وتفاوتت أسعار لصقات النيكوتين بين 60 و250 درهماً، حسب النوع والعلامة التجارية، وعدد اللصقات في العبوة، وتركيز النيكوتين في اللصقة الواحدة.
بدوره، قال استشاري طب الرعاية الحرجة رئيس قسم طوارئ، الدكتور حسين آل رحمة، إن لصقات النيكوتين وسيلة طبية فعالة لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، حيث تعمل على إمداد الجسم بجرعات تدريجية من النيكوتين عبر الجلد، ما يسهم في التخفيف من أعراض الانسحاب مثل التوتر والقلق، ويتم وضعها على الجلد وتظل فعالة لمدة تراوح بين 16 و24 ساعة، حسب النوع المستخدم.
وأشار إلى بعض آثارها الصحية التي ينبغي الانتباه لها أثناء الصيام، خصوصاً عند استخدامها بجرعات عالية أو وضع أكثر من لصقة في الوقت نفسه، إذ قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات النيكوتين في الدم، ما يسبب أعراضاً مثل الدوخة والغثيان وتسارع ضربات القلب والتعرق الزائد.
وحول التأثيرات السلبية، أوضح أن الجسم يكون أكثر حساسية للنيكوتين خلال الصيام بسبب نقص السوائل والطعام، ما قد يؤدي إلى الجفاف، وزيادة التوتر العصبي والصداع، كما أن الاستخدام المطوّل للصقة في الموضع نفسه قد يسبب تهيجاً وتحسساً جلدياً، لافتاً إلى أن بعض المستخدمين قد يجدون أنفسهم يعتمدون على اللصقة بديلاً للتدخين، بدلاً من أن تكون وسيلة للإقلاع عنه، ما قد يؤخر عملية التخلص من النيكوتين نهائياً.
وأكد أن الاستخدام غير الصحيح للصقات النيكوتين قد يؤدي إلى زيادة خفقان القلب، نظراً إلى امتصاص النيكوتين السريع من دون وجود طعام يبطئ امتصاصه، كما أن النيكوتين يؤثر في الجهاز العصبي، ما قد يسبب القلق أو الأرق، وفي حالات الجرعات الزائدة قد تظهر أعراض تسمم النيكوتين، مثل التعرق المفرط والدوخة والغثيان الحاد.
وأوصى بضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام لصقات النيكوتين أثناء الصيام، خصوصاً للمرضى الذين يعانون أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، كما شدد على أهمية الالتزام بالجرعات الموصى بها وعدم تجاوزها، داعياً في حال شعور الصائم بأعراض غير مريحة أثناء استخدام اللصقة، إلى ضرورة إزالتها فوراً والانتظار حتى الإفطار قبل استخدامها مرة أخرى.
من جانبه، أكد أخصائي أمراض الرئة، الدكتور محمد أسلم، أن النيكوتين هو مادة منبهة تؤثر في الجهازين القلبي والعصبي، وأن الاستخدام المفرط للصقات النيكوتين، خصوصاً أثناء الصيام، قد يشكل بعض المخاطر، خصوصاً في حال استخدام جرعات أعلى من الموصى بها، أو وضع أكثر من لصقة في آنٍ واحد.
وأوضح أن اللصقات قد تسبب غثياناً ودوخة وصداعاً، وقد تكون آثارها أكثر حدة في حال الصيام، حيث يكون الجسم تحت إجهاد أيضي، كما أن زيادة الاعتماد على النيكوتين والجرعات العالية تؤدي إلى إدمان أقوى للنيكوتين، بدلاً من المساعدة في الإقلاع عن التدخين.
وشدد على الأفراد الذين يستخدمون لصقات النيكوتين أثناء الصيام الالتزام بالجرعات الموصى بها، واستشارة مختص صحي لتحديد الجرعة المناسبة ومدة الاستخدام، وأن يكون الهدف الأساسي تقليل الاعتماد على النيكوتين تدريجياً، بدلاً من الاعتماد المفرط على العلاج ببدائل النيكوتين.
وقال استشاري الطب الباطني، الدكتور غسان الدادة، إن لصقة النيكوتين تعد من الوسائل المساعدة للإقلاع عن التدخين، حيث توفر للجسم جرعات محددة من النيكوتين دون الحاجة إلى استنشاق الدخان، لافتاً إلى أنه على الرغم من فاعلية لصقة النيكوتين للحد من أعراض الانسحاب خلال ساعات الصيام، فإنها ليست وسيلة سحرية، بل تحتاج إلى متابعة طبية لتحديد الجرعة المناسبة، وتجنّب أي آثار جانبية مثل الدوخة والصداع أو تهيج الجلد.
وشدد على ضرورة تجنب شراء لصقات النيكوتين من مصادر غير معروفة أو عبر منصات غير موثوق بها، حيث قد تحتوي هذه المنتجات على تركيبات غير آمنة، أو تكون غير فعالة، أو حتى ملوثة بمواد ضارة، ويفضل دائماً الحصول عليها من الصيدليات المعتمدة وتحت إشراف طبي لضمان سلامة المستخدم.
ودعا الأفراد الراغبين في الحد من أعراض انسحاب النيكوتين خلال شهر رمضان - من خلال استخدام اللصقات - إلى استشارة طبيب مختص، خصوصاً إذا كان الفرد يعاني أي أمراض أو مشكلات صحية مختلفة، لضمان ملاءمتها للحالات الصحية، وعدم تعارضها مع أي أدوية أخرى يتناولها المريض.