مختصون: تشمل الجفاف واضطرابات الجهاز الهضمي وتأثر الكلى و«التسمم الفيتاميني»

4 مخاطر للإفراط في تناول المكملات الغذائية والفيتامينات خلال رمضان

صورة
1/2

حذّر مختصون في التغذية من الإفراط في تناول المكملات الغذائية والفيتامينات خلال شهر رمضان، سواء للأشخاص العاديين أو الرياضيين، تفادياً لأربعة مخاطر صحية، تشمل الجفاف، واضطرابات الجهاز الهضمي، وعدم توازن الفيتامينات والمكملات وزيادتها على الحد المسموح به في الجسم، الأمر الذي يسبب ما يعرف بـ«التسمم الفيتاميني»، إضافة إلى التأثير السلبي للبروتين الزائد الذي يرهق الكلى، خصوصاً مع انخفاض مستويات الترطيب أثناء الصيام.

وقالو لـ«الإمارات اليوم» إن تناول المكملات الغذائية والفيتامينات في شهر رمضان يعتبر أداة فعالة لتعويض النقص الغذائي، ولكنه سلاح ذو حدين، فبينما تسهم في دعم الصحة خلال الصيام، إلا أنه يجب تناولها بحذر، مع استشارة المختصين قبل تناولها، لتحديد الجرعة المناسبة التي تتماشى مع احتياجات الجسم، كما نصحوا الرياضيين الذين يتناولون المكملات بكميات كبيرة، لتحسين أدائهم وزيادة الكتلة العضلية خلال رمضان، بضرورة الانتباه إلى التأثيرات الصحية السلبية، وشددوا على أهمية تحديد الكميات المسموح بها، بالتشاور مع الطبيب.

وتفصيلاً، قالت أخصائية التغذية العلاجية، ورود شاكر، إن شهر رمضان يفرض تغييرات على العادات الغذائية قد تؤثر في توازن العناصر الغذائية في الجسم، خصوصاً لدى الرياضيين الذين يحتاجون إلى مستويات عالية من الطاقة والأداء البدني، لافتة إلى أن الصيام قد يؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامين «د» والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وتلعب المكملات الغذائية دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم ودعم الأداء البدني، وتعويض هذا النقص وتعزيز مستويات الطاقة والتركيز، إضافة إلى دعم الكتلة العضلية، وتسريع الاستشفاء بعد التمارين الرياضية.

وحذرت من المخاطر المحتملة عند استخدام المكملات الغذائية بشكل غير صحيح، خصوصاً إذا تم الإفراط في تناولها، ما قد يؤدي إلى مشكلات في الجهاز الهضمي أو الكلى، كما أن الاعتماد المفرط على المكملات بدلاً من الغذاء الطبيعي يمكن أن يؤدي إلى عدم التوازن الغذائي، ويقلل من جودة التغذية.

وشددت على ضرورة مراعاة توقيت تناول المكملات، حيث يمكن أن يؤثر تناولها في أوقات غير مناسبة على امتصاص الجسم لها، ما يقلل من فعاليتها، موضحة أن من الأفضل تناول البروتينات، مثل الـ«واي بروتين»، بعد الإفطار، لتعزيز بناء العضلات، وتوفير الطاقة، إضافة إلى المكملات الغنية بالكربوهيدرات لتعويض الطاقة المفقودة أثناء الصيام، كما نصحت بتناول الأحماض الأمينية (BCAA) بعد التمرين الليلي لدعم الاستشفاء العضلي، وكذلك تناول المكملات، مثل أوميغا 3، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، بعد السحور، لدعم صحة المفاصل، وترطيب العضلات، ومنع التشنجات.

وأكدت أهمية الحفاظ على توازن النظام الغذائي، والاعتماد على الغذاء الطبيعي أولاً، مع استخدام المكملات كإضافة لا كبديل. وأوصت بشرب كميات كافية من الماء، خصوصاً عند تناول مكملات البروتين أو الكرياتين، واستشارة مختص في التغذية أو مدرب رياضي لتحديد الجرعات المناسبة.

من جانبها، أكدت أخصائية التغذية العلاجية، تسنيم بسام، أهمية تناول الفيتامينات خلال شهر رمضان لتعويض النقص الذي قد يتعرض له الجسم أثناء الصيام، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل غذائي لتحديد الجرعة المناسبة وفقاً لاحتياجات الجسم، إضافة إلى أهمية شرب كميات كافية من الماء لتحسين امتصاص المكملات.

وأوضحت أن توقيت تناول المكملات الغذائية يعتمد على نوع المكمل وطريقة امتصاصه، حيث إنه بالنسبة للفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل «أ» و«د» و«هـ» و«ك»، فيفضل تناولها بعد الإفطار مع وجبة تحتوي على دهون صحية، مثل المكسرات أو الأفوكادو أو زيت الزيتون، حيث تساعد هذه الدهون على تحسين امتصاص الفيتامينات، أما الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل «سي» و«ب»، فيمكن تناولها بعد الإفطار أو السحور مع كوب من الماء، حيث لا تحتاج هذه الفيتامينات إلى دهون لزيادة امتصاصها.

وأضافت أنه يجب أن ينتبه الرياضيون للجرعات المحددة من البروتينات بشكل دقيق، للحصول على أقصى استفادة للجسم خلال شهر رمضان، موصية بتناول المكملات البروتينية قبل التمارين الرياضية وليس بعدها، حيث يسهم ذلك في ضخ الأحماض الأمينية إلى العضلات، وبالتالي الحصول على أفضل نتائج ممكنة، وبالنسبة لمكملات البروتين، أوضحت أن أفضل وقت لتناول مكمل «الواي بروتين» هو بعد الإفطار، لأنه بروتين سريع الامتصاص، يساعد في بناء العضلات، وتعويض الأحماض الأمينية المفقودة خلال ساعات الصيام، وفي المقابل، يُفضل تناول «الكازين» مع السحور أو قبل النوم، لأنه بروتين بطيء الامتصاص، يساعد في توفير الأحماض الأمينية والطاقة لفترات طويلة، ما يعزز الحفاظ على الكتلة العضلية خلال ساعات الصيام.

وحذرت أخصائية التغذية السريرية، شادان رضوي، من الإفراط في تناول المكملات الغذائية والفيتامينات خلال شهر رمضان، حيث يتسبب في مخاطر صحية رئيسة عدة، تشمل الجفاف الناتج عن بعض المكملات، مثل الكافيين الذي يستلزم زيادة استهلاك الماء، واضطرابات الجهاز الهضمي، حيث يؤدي تناول كميات كبيرة من المكملات في وقت قصير إلى الانتفاخ أو مشكلات في المعدة، إضافة إلى عدم توازن الفيتامينات في الجسم، نتيجة الإفراد في تناولها، الذي قد يؤدي إلى «تسمم الفيتامينات»، إلى جانب التأثير السلبي للبروتين الزائد، والذي قد يرهق الكلى، خصوصاً مع انخفاض مستويات الترطيب أثناء الصيام.

وأضافت أنه خلال شهر رمضان، يحتاج الجسم إلى طاقة كافية للحفاظ على الأداء، وكتلة العضلات، والتعافي أثناء الصيام بالنسبة للرياضيين، ومع ذلك بدلاً من الاعتماد بشكل أساسي على المكملات الغذائية، يجب التركيز على الأطعمة الكاملة، مثل البروتينات الخالية من الدهون، الكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية والخضراوات، قبل اللجوء إلى المكملات.

وأوضحت أن البروتين يعد العنصر الأساسي للحفاظ على العضلات، ويجب تناوله بشكل صحيح خلال فترة الإفطار، إضافة إلى أهمية إقران البروتين مع الدهون الصحية، مثل المكسرات أو زيت الزيتون لإبطاء عملية الهضم، وتوفير طاقة مستدامة، مع ضرورة تناول الكربوهيدرات المعقدة في السحور، مثل الحبوب الكاملة والبطاطا الحلوة، حيث تساعد في الحفاظ على مستويات طاقة ثابتة، مع تناول الكربوهيدرات سريعة الهضم في الإفطار، مثل التمر أو الفواكه، لاستعادة الطاقة بسرعة.

ونصحت بتجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، التي تسبب الجفاف، موصية بشرب كميات كافية من الماء خلال ساعات الإفطار تصل إلى 2.5 إلى ثلاثة لترات يومياً، وتناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز والبطيخ، لتعويض المعادن المفقودة أثناء الصيام. وشددت على أهمية استشارة أخصائي تغذية لضبط النظام الغذائي والمكملات بما يتناسب مع احتياجات الجسم خلال شهر رمضان، تجنباً لأي آثار صحية سلبية.

تويتر
log/pix