أكدوا أن أعراض «الزغللة» ترتبط بتقلبات تؤثر سلباً في الأوعية الدموية لشبكية العين

أطباء: الصيام يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم

صورة
1/4

أكد أطباء أن الصيام يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، وتقليل الالتهابات، لكنه قد يؤثر أحياناً في ترطيب الجسم ومستويات السكر في الدم، ما قد تكون له تأثيرات قصيرة المدى في الرؤية.

وأرجع الأطباء أعراض التشوش أو «الزغللة» وعدم وضوح الرؤية وضعف النظر، عند مرضى صائمين خلال رمضان إلى تقلبات حادة في مستويات السكر في الدم، التي يمكن أن تحدث أثناء الصيام، وتؤثر بشكل سلبي في الأوعية الدموية في شبكية العين، موضحين أن هذه التقلبات من العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم حالة اعتلال «شبكية السكري»، ما يزيد خطر ضعف النظر أو فقدانه إذا لم تتم مراقبته ومعالجته بشكل سريع.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إنه في حال شعور هؤلاء المرضى باضطرابات بصرية، مثل تشوش الرؤية أو ظهور بقع سوداء، يجب عليهم مراجعة الطبيب فوراً، كما نصحوا بالإفطار لهذه الفئة، خصوصاً من يعانون مراحل متقدمة من اعتلال الشبكية أو من أجروا عمليات حديثة في العين، حفاظاً على صحتهم وسلامة بصرهم خلال شهر رمضان.

وتفصيلاً، شكا عدد من مرضى السكري الصائمين منذ بداية شهر رمضان، بعد أن حصلوا على موافقة أطبائهم وتعديل جرعات الأدوية والأنسولين لهم، من شعورهم بالتشوش أو «الزغللة» والضباب وعدم وضوح في الرؤية وضعف النظر.

وقال أخصائي العيون، الدكتور وسام شرف الدين أبوالحسن، إن الدراسات أظهرت أن الصيام يحسّن حساسية الأنسولين واستقلاب الغلوكوز، وهما عنصران حيويان للوقاية من اعتلال الشبكية السكري، ويمكن للصيام المساعدة في استقرار مستويات السكر في الدم، ما يقلل التقلبات التي تضر الشبكية، ومع ذلك يجب على مرضى السكري مراقبة مستويات السكر في الدم عن كثب أثناء الصيام لتجنّب انخفاض مستويات السكر (نقص السكر في الدم) الذي يسبب اضطرابات في الرؤية. ونصح مرضى السكري باستشارة طبيب قبل بدء الصيام لضمان سلامة إدارة مستويات السكر في الدم، وتجنب المضاعفات.

وأضاف أن أخطاء الانكسار البصري، مثل قِصَر النظر وطوله، تعود بشكل أساسي إلى عوامل بنيوية في العين، ولا ترتبط عادة بالعوامل الاستقلابية، وقد يؤثر الصيام في استقرار الرؤية بسبب الجفاف وتقلب مستويات السكر في الدم، ما قد يؤثر في شكل وسُمك القرنية والعدسة، وفي حال ملاحظة بعض التغيرات في الرؤية تكون نتيجة تغييرات كبيرة في مستوى الترطيب خلال فترات الصيام الطويلة، إلا أن هذه التأثيرات غالباً ما تزول بمجرد استعادة الترطيب المناسب وتناول المغذيات الضرورية. وأوضح أبو الحسن أن الجلوكوما يُعد أحد الأسباب الرئيسة للعمى، وعادة ما يكون مرتبطاً بارتفاع ضغط العين الداخلي. وتشير بعض الدراسات إلى أن الصيام قد يسهم في تنظيم ضغط العين الداخلي عن طريق تعديل ديناميكية السائل داخل العين، وتقليل الإجهاد التأكسدي، ومع ذلك يجب ملاحظة أن الاستجابات لهذه الفوائد قد تختلف من شخص لآخر، وقد يؤدي نقص الترطيب خلال فترات الصيام إلى تقليص تأثيرات الصيام الإيجابية في ضغط العين.

وشدد على ضرورة استشارة الطبيب قبل الصيام بالنسبة لمرضى السكري، لمنع المضاعفات التي تؤثر في الشبكية، داعياً إلى تبني نمط حياة صحي، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام وتجنّب التدخين، لتحسين الدورة الدموية، وتقليل خطر الإصابة بأمراض العين، وشرب كثير من الماء خارج ساعات الصيام لتجنّب جفاف العين، وتقليل الكافيين لمنع الجفاف، والحرص على النوم الكافي وأخذ استراحات منتظمة من الشاشات لتقليل إجهاد العين، وتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات المفيدة لصحة العين مثل فيتامين (أ) وأوميغا 3 واللوتين والزنك ومضادات الأكسدة.

وأضاف: «يقدم الصيام فوائد صحية متعددة لصحة الجسم والعين، حيث يساعد في تقليل الالتهابات وتعزيز الإصلاح الخلوي، لكنه قد يؤثر في الترطيب ومستويات السكر في الدم، ما قد تكون له تأثيرات قصيرة المدى على الرؤية. ومن خلال اتباع نمط حياة صحي والتركيز على الترطيب والتغذية السليمة، يمكن للصائمين الحفاظ على صحة عيونهم والاستفادة من الفوائد الصحية للصيام من دون التعرض لمخاطر بصرية».

وقال أخصائي عيون، الدكتور محسن سمعان: «إن الصيام يقدم فوائد صحية متعددة لصحة الجسم والعين، حيث يساعد في تقليل الالتهابات وتعزيز الإصلاح الخلوي، لكنه قد يؤثر في الترطيب ومستويات السكر في الدم، ما قد تكون له تأثيرات في الرؤية، ومن خلال اتباع نمط حياة صحي والتركيز على الترطيب والتغذية السليمة، يمكن للصائمين الحفاظ على صحة عيونهم والاستفادة من الفوائد الصحية للصيام من دون التعرض لمخاطر بصرية».

وأوضح أن الامتناع عن تناول السوائل لفترات طويلة، خلال الصيام، يؤدي إلى تقليل مستوى الترطيب في الجسم، ما قد يؤثر في إنتاج الدموع ويزيد أعراض جفاف العين، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون متلازمة جفاف العين قد يواجهون تفاقماً مؤقتاً في الأعراض أثناء الصيام، لاسيما في البيئات الحارة والجافة، ومع ذلك يمكن تقليل هذه التأثيرات من خلال زيادة تناول الماء خلال فترتي الإفطار والسحور، فضلاً عن تقليل استهلاك الكافيين الذي قد يسهم في زيادة فقدان السوائل.

وحذر من أن مرضى الجلوكوما (الزرق)، يجب أن يكونوا حذرين خلال الصيام، نظراً لأن هذه الحالة ترتبط بارتفاع ضغط العين الداخلي، موضحاً أن بعض الدراسات تشير إلى أن الصيام قد يساعد في تنظيم ديناميكية السائل داخل العين، ما يؤثر بشكل إيجابي في ضغط العين، ولكن فإن نقص الترطيب قد يحد من هذه الفوائد ويؤثر سلباً في الحالة، لذا يُنصح مرضى الجلوكوما بمراقبة أعراضهم واستشارة طبيب العيون في حال الشعور بأي أعراض مختلفة أثناء الصيام.

ودعت استشارية طب العيون، الدكتورة إليسا بيرتان، مرضى السكري - في حال الشعور باضطرابات بصرية مثل تشوش الرؤية أو ظهور بقع سوداء - إلى مراجعة الطبيب فوراً، ويُفضل تأجيل الصيام لمن يعانون مراحل متقدمة من اعتلال الشبكية أو لمن أجروا عمليات حديثة في العين، حفاظاً على صحتهم وسلامة بصرهم.

وقالت إن اعتلال الشبكية السكري يعد من المضاعفات الخطرة لداء السكري، حيث يؤدي إلى ضعف النظر، وقد يتسبب في فقدانه إذا لم يُعالج مبكراً. وفي شهر رمضان، يواجه المرضى تحديات خاصة في ما يتعلق بالتحكم في مستوى السكر وضغط الدم، وهما عاملان أساسيان في تطور المرض.

وأكدت أنه على مرضى اعتلال الشبكية السكري استشارة طبيب العيون وأخصائي الغدد الصماء قبل الصيام، لتقييم حالتهم وضمان عدم تعرضهم لمضاعفات، والحفاظ دائماً على قياس نسبة السكر، وتجنب الانخفاضات الحادة أو الارتفاعات المفاجئة التي قد تؤثر في الأوعية الدموية في الشبكية، والحرص على تناول وجبات متوازنة خلال الإفطار والسحور، غنية بالألياف والبروتينات، مع تجنب السكريات السريعة والأطعمة الدهنية. كما يُنصح بالإكثار من شرب الماء وتقليل استهلاك المشروبات المحلاة والكافيين.

تويتر
log/pix