كيف نستقبل رمضان؟

بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، يتساءل المسلمون عن كيفية استقبال الشهر الكريم.

ويجيب على السؤال كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، الشيخ الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد.

الجواب وبالله التوفيق.

يستقبل شهر رمضان كأعز غائب ينتظر، وحبيب يترقب وصوله، لأنه الشهر الذي يعيش فيه المرء بين رياض العبادات يتفيأ ظلالها ويسعد بروحها وريحانها، بين صيام يعجب الحق سبحانه ويفرح به ويخصه لنفسه، وقيام يتلذذ فيه بمناجاة الحق بكلامه والوقوف بين يديه متملقا خاشعا، فكيف لا يكون هذا الضيف أعز غائب ينتظر، وحبيب يترقب وصوله، وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه ليهيئ نفوسهم لحسن استقباله بنيات صالحة وأمنيات مباركة فيقول "أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه ، ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله ، ويكتب إصره وشقاءه قبل أن يدخله ، وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة ، ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم ، فغنم يغنمه المؤمن " هذا حديث يحيى ، وقال بندار : " فهو غنم للمؤمنين ، يغتنمه الفاجر"  كما أخرجه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فدل الحديث على أن التهيئ لاستقباله بنية صالحة يجعل المسلم مدركا لفضله بنيته وإن لم يبلغه عمله لعجز من مرض أو موت.

وأخرج أيضا من حديث سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال : "يا أيها الناس ، قد أظلكم شهر مبارك ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، فرض الله فيه صيامه ، وجعل قيام ليله تطوعا ، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة...".

فهكذا كان عليه الصلاة والسلام يستقبل شهر رمضان ويهيئ نفوس أصحابه وأمته لاستقباله حتى ينالوا فضل الله تعالى فيه.

تويتر