الدفاع المدني يتولى مهمة فحص الخيم الرمضانية والتأكد من جاهزيتها من حيث متطلبات الأمن والسلامة. أرشيفية

«خيام الإفطار» تعكس الروح الإيمانية لأبناء الإمارات

تنتشر في العديد من المناطق بإمارة رأس الخيمة «خيام إفطار الصائم»، التي يؤمّها العديد من الصائمين، ويحصلون فيها على ما لذ وطاب من وجبات الإفطار والعصائر، وهي بذلك ـ أي خيام إفطار الصائم - تعزز الدور الإنساني المتواصل الذي أرساه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتصبح الإمارات عاصمة له. وقبل مدة من حلول شهر رمضان تنصب الخيام في الأماكن القريبة من الصائمين، لذا يمكن مشاهدتها الى جوار المساجد والمؤسسات الحكومية والخاصة والأسواق وحتى وسط الأحياء السكنية.

وتوفر الخيام وجبات إفطار مجانية تلبي رغبات وأذواق الصائمين من كل الجنسيات، ففيها تتوافر الوجبات الرئيسة وتوابعها التي يتم تجهيزها من قبل جهات طبخ متخصصة، مثل العيش مع اللحم أو الدجاج أو السمك، علاوة على المشروبات والعصائر والفواكه والتمر.

وتؤكد بلدية رأس الخيمة أن عملية إقامة خيام إفطار الصائم لا تنطلق من جهد عشوائي وإنما تخضع للإجراءات التنظيمية التي تبدأ بأخذ تصاريح من البلدية بشأن تحديد مواقع إقامتها، ثم يتولى الدفاع المدني مهمة فحصها للتأكد من جاهزيتها من حيث متطلبات الأمن والسلامة، كما تتطلب أخذ موافقة الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء على استيفاء الشروط الضرورية التي تمكن من القيام بتوصيل خدمات الإنارة والتكييف.

ويقول المواطن عامر سالم «ما يحدث في شهر رمضان يعد من صميم قناعاتنا الدينية التي تحض على إفطار الصائم، وهو امتداد لفعل جُبل عليه مجتمعنا وبات ثقافة مجتمعية حتى في الزمن الذي كنا نعاني فيه شظف العيش وضنك المعيشة، وإن شهد تطوراً كماً وكيفاً خلال مسيرة دولتنا المباركة، وبفضل رؤية مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، الذي أنعم على أبناء الإمارات بهذا العمل الخيّر، الذي جعل لهم نصيباً وافراً من الثواب إلى يوم الدين إن شاء الله».

ومع حلول شهر الصيام تتسابق الجهات القائمة على مشروعات أعمال الخير في إيجاد موطئ قدم لها في ساحة إفطار الصائمين، فمثلاً أعلنت جمعية بيت الخيرـ بحسب محمد جكة أمين عام مؤسسة رأس الخيمة للأعمال الخيرية ـ إنهاء إجراءات تنفيذ خمس خيام موزعة على بعض المناطق ذات الكثافة العمالية لاستضافة 770 صائماً لتناول وجبات الإفطار طوال أيام الشهر الفضيل.

وكما هي الحال في كل سنة في شهر الصوم أقام الهلال الأحمر مبكراً 10 خيام في مواقع محددة لاستضافة الصائمين على وجبات الإفطار مثل جوار مصلى شعم، مصلى العيد في المعيريض، بالقرب من دوار الهدف في جلفار، بجوار بنك دبي الإمارات على شارع المنتصر، موقع مدرسة ابن ظاهر في منطقة النخيل (سابقاً)، عند دوار السفينة في القصيدات، كراج الأشغال غرب مدرسة سهيلة في منطقة الهمهام، على شارع المطار بالدقاقة.

وقال منصور سعيد منصور النقبي مدير فرع الهلال الأحمر في رأس الخيمة، إن توفير الإفطار الرمضاني لا يقتصر على الخيام فحسب، وإنما لدينا أيضاً خمسة مواقع في المناطق البعيدة توزع فيها وجبات الافطار الجاهزة، بواقع 150 وجبة في مسافي و100 وجبة أخرى في منطقة دفتا.

ووفقاً لخطة عمل الهلال الأحمر التي أعلن عنها منصور النقبي، فهي تتضمن توفير وجبات افطار رمضان لـ2600 صائم، مشيراً إلى أن الوجبات أوكلت مهمة تجهيزها لثلاثة مطابخ متخصصة، هي عبارة عن أرز بالدجاج، وفي اليوم التالي تتكون من الأرز واللحم، بالاضافة الى علب اللبن وزجاجات الماء والفواكه.

ولا تقتصر مبادرات خيام إفطار رمضان على المؤسسات والهيئات والجمعيات الخيرية التي ترصد الملايين من الدراهم لصرفها على الصائمين، بل هي في صدارة اهتمامات المواطنين والمواطنات، إذ يشاركون فيها كلٌ حسب طريقته سواء عيني أو مادي.

وتقول «أم خالد»: «على مدى سنوات عدة أدخر مبلغاً من المال، ومع قرب حلول شهر رمضان الفضيل أتفق مع أحد المطابخ الشعبية ليتولى نيابة عني إعداد وجبات الإفطار التي يتم توزيعها على بعض الخيام، التي تستضيف مجموعة كبيرة من العمالة الوافدة، وبالطبع أنا سعيدة بهذا العمل الذي أدعو الله أن يكون في ميزان حسناتي يوم القيامة، وأسال الله أن يمد في عمري حتى يتسنى لي الاستمرار في عمل الخير سنة بعد أخرى».

 

 

الأكثر مشاركة