«الرقاق» وجبة أساسية على مائدة رمضان في الإمارات
في شهر رمضان المبارك تزدهر صناعة خبز الرقاق في البيوت الاماراتية، لأن الصائمين يحرصون على ان يكون وجبة رئيسة في موائد إفطارهم، فهو خفيف ولذيذ المذاق، وعند الأكل توضع عليه صالونة اللحم أو الدجاج ساخناً.
عادة قديمة يقول يوسف علي، وهو أحد المستهلكين: «لقد اعتدنا على أكل الثريد المصنوع في المنازل منذ الصغر، وهو عبارة عن وجبة غذائية ممتازة، ففي غير رمضان يدهن بالسمن المحلي، ثم يذر عليه السكر، أما في رمضان فيكتسب أهمية غذائية خاصة عندما يكون ثريداً». مكائن حديثة نتيجة لازدهار تجارة الرقاق فقد لجأ بعض المستثمرين لادخال مكائن حديثة لتصنيعه بكميات تجارية، وهي باهظة الثمن، حيث تبلغ كلفة بعضها مليون درهم، وقد بدأت تعمل مع حلول شهر رمضان، لكن من الواضح أن مجتمع الامارات يفضل الرقاق المصنوع في البيوت لأنه مضمون الجودة وخالٍ من المواد المحسنة، والدليل على ذلك رؤية الناس وهم يقبلون على شراء الرقاق المصنوع في المنازل في مواقع مثل الجسر وفي سوق المعيريض والنخيل. |
ويقول علي الشحي: «يعد الرقاق أو ما يعرف بالثريد وجبة لها أهميتها في موائد الأسر المواطنة، لكنه في شهر الصيام يكون أكثر حضوراً في موائد الافطار، ويحبذ المواطنون أكله لأنه غير دسم، والبعض يفضل أكله كوجبة حلوة بالجبن والعسل».
وبالنسبة للأسر متواضعة الدخل فإن الرقاق يعد مصدر دخل مناسباً يجنبها ضيق المعيشة، بحسب ما تقول (أم حمدان) التي تعمل في صناعة الرقاق منذ أكثر من 50 عاماً، وتحكي قائلة: «صحيح أن صناعة الرقاق سهلة وتمارسها الأسر في جميع الأوقات، لكنها تنشط بصورة أكثر في شهر رمضان، حيث يكون الاقبال عليها كبيراً، نظراً لكونه وجبة يشتهيها الصائمون الذين يتناولونه على مائدة الافطار، وأيضاً في السحور، ومن مزاياه الغذائية انه خفيف وسهل الهضم وغير مرهق للمعدة».
وتتفق (أم خالد) مع وجهة النظر القائلة إن صناعة الرقاق تعكس الرغبة في الكسب الحلال قائلة: «صحيح أن ما نقوم به لا يوفر عائداً مادياً كبيراً، لكنه عرق الجبين الذي يسد بعض حاجة الأسرة». وتضيف (أم خالد) أن «العديد من النساء يعملن في صناعة الرقاق لأنها سهلة وغير مكلفة، بيد أن المشكلة تكمن في أن من يمارسها ينبغي عليه تحمل مواجهة حرارة النار بمزيد من الصبر، وأما من حيث المقادير والأدوات المستخدمة في صناعته فإن كل ما تحتاج اليه هو خليط من الطحين رقم (2) والملح وكمية من الماء، ومن ثم القيام بتحريك الخليط لمدة لا تقل عن نصف ساعة ليصبح عجينة متماسكة من غير أن تدخل في تكوينها الدهون والحليب والخمائر، وهو الشيء الذي يصنع منه في نهاية الأمر نوعاً من الرقاق الذي يقبل عليه الناس بشراهة».
وتشرح (أم حمدان): «قبل بدء عملية تصنيع الرقاق يوضع الصاج الحديدي المدور المسمى (الطوبي) على موقد (البوتجاز) ثم مسحه بقطعة قماش مبتلة بالزيت لمنع تماسك الرقاق بسطح الصاج، وعند وضع العجينة تفرد على الصاج حتى تصبح طبقة رقيقة جداً، وفي غضون دقيقة تبدأ أطرافها في الجفاف، ما يشير إلى اكتمال عملية النضج، ومن ثم سحبها بواسطة آلة يطلق عليها (المجلاش)، وهو مثلث معدني مزود بمقبض مصنوع من البلاستيك أو الخشب، والخبرة في صناعة الرقاقة تكون ضرورية لاتقان سحب الرقاق من الصاج بالمواصفات المطلوبة التي تجتذب المستهلكين، ومنعاً لاحتراق الرقاق يتم رش الصاج الساخن بالماء لتخفيف درجة الحرارة».
وتقول (عائشة.ع): «في شهر رمضان نجند أنفسنا لعملية صناعة خبز الرقاق التي في الغالب الأعم تبدأ من بعد صلاة التراويح وتستمر حتى وقت السحور، وأثناء ذلك نكون جلوساً على مقعد أمام موقد (البوتجاز) الذي يفضل أن يكون من النوع الذي له شعلة واحدة كبيرة، إضافة الى الصاج وإناء يحوي العجينة، وأيضاً من ضروريات صناعة الرقاق وجود إناء معبأ بالماء وقطعة القماش المبتلة بالزيت لمسح الصاج». والرقاق عبارة عن صنفين، أحدهما الجاف الذي يسهل تقطيعه لعمل وجبة الثريد عندما يغمر بصالونة اللحم أو الدجاج، وأما الصنف الآخر فهو الرقاق الطري الذي يفضل الناس وضع البيض عليه أو الجبن أو العسل، ومنهم من يفضل أكله بالحليب، ولأن الناس يأكلون حسب المزاج فإنهم يحددون لصانعة الرقاق النوعية التي يرغبون فيها قبل عملية التصنيع.