الخيام الرمضانية في رأس الخيمة.. المطابخ تسابق الوقت
ما قبل موعد إفطار الصائمين في الخيام الرمضانية، يكون المشهد مثيراً في المطابخ المعنية بوجبة إفطار الصائمين، فهي تعج بحركة دائبة ويسابق عمالها الزمن بوضع القدور فوق مواقد النار، بغية تجهيز وجبة الإفطار قبل موعد نقلها وهي معبأة بالأكل ساخناً إلى الخيام التي يقصدها الصائمون، بينما يواجه العمال القائمون على عمليات الطبخ لهيب النار وسخونة المكان.
وقال المسؤول في «مطبخ الإمارات»، محمد سيد: «إن القائمين على عملية الطبخ يعانون متاعب مزدوجة، تبدأ قبل منتصف النهار، فإلى جانب كونهم يواجهون لهيب النار وقوفاً لفترة طويلة وعيونهم مشدودة تراقب سير عملية الطبخ، وأياديهم تحرك الطعام بين الفينة والأخرى حتى ينضج، لكن المعاناة الأكثر سخونة التي يواجهها عمال المطابخ هي قدرتهم على إنجاز مهمة الطبخ في الوقت المناسب، وذلك هو الهم الأكبر فلا يهدأ لهم بال ولا تبرد أجسامهم من لهيب النار إلا حينما تغادر القدور المطابخ، ويصل الأكل الى أفواه الصائمين، حيث يذهب الظمأ وتبتل العروق وتشبع البطون».
60 خيمة تتوزع الخيام الرمضانية في رأس الخيمة على مناطق عدة، ويبلغ عددها 60 خيمة، منها 12 خيمة تابعة للرحمة للأعمال الخيرية، وتقدم 2000 وجبة، و10 خيام تابعة للهلال الأحمر، وتقدم 2600 وجبة، في حين نصبت دار البر ست خيام، ورأس الخيمة الخيرية خمس خيام، وست خيام تابعة لبيت الخير، و10 أكشاك لصقر الخيرية، بينما نصب الأهالي 30 خيمة. |
في منتصف النهار تكون البداية بالنسبة لعملية طبخ وجبات الإفطار، حيث تنطلق التجهيزات، ومن أجل تسريع إنجازها يتوزع عمال المطابخ على مجموعات صغيرة تسند لكل واحدة منها مهمة محددة، لعل أبرز تلك المهام غسل الأرز وتقطيع البصل والطماطم واللحم والدجاج، وبعض تلك المجموعات تكون مهمتها وضع القدور على النار وبداخلها المواد والبهارات، ومن ثم تبدأ عملية الطبخ.
وما إن تنتهي صلاة العصر حتى يسارع عمال المطابخ لإطفاء النار وإنزال القدور عن المواقد ووضعها في سيارات تتولى مأمورية نقلها إلى خيام إفطار الصائمين، حيث هناك تجري عملية توزيع الإفطار على شكل وجبات جاهزة تسلم إلى الصائمين الذين يتوجهون بها إلى مساكنهم لتناولها بعد أذان صلاة المغرب، وأما في حال التوجه بالقدور إلى الخيام المنتشرة في العديد من المناطق، فيتم توزيع الأكل كموائد يلتف حولها الصائمون.
ويؤكد علي خان، المشرف على أحد المطابخ، أن «القدور المعبأة بوجبات الإفطار لا تغادر المطابخ إلا بعد التأكد من استيفائها لجميع الاشتراطات الصحية، حرصاً على سلامة صحة الصائمين، وهي المهمة التي يتم التدقيق عليها من قبل المشرف على عمليات الطبخ، وأيضاً بصورة مفاجئة من قبل عناصر من المفتشين التابعين لإدارة الصحة والبيئة التابعة لبلدية رأس الخيمة».
بدوره، قال نذار حسين، وهو المكلف بإعداد وجبة الإفطار لعدد من الخيام: «إن الوجبة التي تقدم للصائمين، سواء في الخيام أو كوجبة جاهزة، غالباً هي عبارة عن (البرياني) الذي يكون مرة باللحم، وأخرى بالدجاج، ويتم توزيعه في سبعة قدور، إضافة إلى سلطة الخضراوات والفواكه وعبوات المياه»، مشيراً إلى أن «وجبة الإفطار يتم نقلها بواسطة حافلات مجهزة خصيصاً لهذه الخدمة، وذلك لضمان سلامة الأغذية من الأخطار المحتملة».
وبحسب حسين نفسه، فإن أصحاب المطابخ يحرصون على الانتهاء من إعداد وجبات إفطار الصائمين في الوقت المناسب، الذي يراوح بين الساعة الرابعة والنصف والخامسة عصراً، وذلك من أجل الحيطة والحذر من الأضرار المحتملة، وأيضاً لأن عملية التوزيع تكون مصحوبة ببعض المصاعب وتستنزف كثيراً من الوقت، كون بعض خيام الإفطار يؤمها العديد من الصائمين، مثل مسجد النخيل، الذي يستقطب أكثر من 1000 صائم، أضف إلى ذلك أن وجود بعض الخيام في مناطق بعيدة يتطلب الوصول إليها مبكراً مثل شعم والجير.