«الإرهاب» نجم الدراما الرمضانية الأول

«الإرهاب».. بأشكاله وتلاوينه المختلفة، يكاد أن يكون الموضوع الموحد لمعظم الأعمال الدرامية العربية، التي تنتشر على مختلف الفضائيات والمحطات الأرضية، وهو أشبه باتفاق مسبق على أن تكون الدراما هذا العام جزءاً من الحدث الأكبر، الذي يعانيه العالم، ويحاول توحيد الجهود لمحاربته، ولاشك عند المرور بتلك النوعية من الأعمال نلاحظ القيمة الفنية الجاذبة، التي أتقنها معظم مخرجي تلك الحكايات، ناهيك عن أسماء النجوم الذين يلعبون أدواراً محورية في تلك القصص، ولابد من المرور بنماذج - على سبيل المثال لا الحصر - أثبتت في بداية حلقاتها، وقبل مرور الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، أنها مصنوعة بشكل مميز يتناسب مع قيمة إنتاجية ضخمة.

«غرابيب سود»

بيان شجب

مع العلم بأن إدارة طيران المصري، أصدرت بياناً تشجب فيه هذا العمل، الذي اعتبرته إهانة لأرواح من قضوا العام الفائت بسبب اختفاء الطائرة، واعتبروا أن السيناريو لم يتم بناؤه على أسس صحيحة للحياة داخل الطائرة، وطريقة عمل فريق الطائرة، من قائدها، إلى مساعده، إلى المضيفات والمضيفين.

«غرابيب سود».. هذا المسلسل الذي يتم عرضه في فضائيات عدة، بدأ بداية قوية بالتعريف عن المفقودات من النساء اللواتي كنّ يوماً يعشن بين ذويهن، ومشاهد مهمة في الحلقة الأولى من هذا العمل، الذي يعتبر الأضخم إنتاجاً لهذا العام، مثل مشهد الفتاة التي كتبت رسالة لمن يجدها على ورق التواليت، تؤكد من خلالها أن زوجها اعترف لها بأنه من تنظيم «داعش»، وسلب منها هاتفها، وكل جهاز اتصال بذويها، في المقابل تظهر حكاية الفتيات اللواتي فاتهن القطار، ويحلمن بالزواج لذلك قصدن «داعش»، والراقصة التي ينتمي ابنها إلى التنظيم، ومن الواضح أنها تجندت للبحث عنه. تعريف مهم لكل شخصية في المسلسل بطريقة سلسة، وقريبة إلى العقل، كي يعطي فرصة لذلك العقل المتلقي أن يفكر في قدرة هذا التنظيم الأخطر حالياً على استقطاب البشر إليه.

يعمل في هذا المسلسل فريق ضخم من كل أنحاء الوطن العربي، ويقوم بالبطولة فيه ما يقارب الـ40 ممثلاً وممثلة

«لأعلى سعر»

في مسلسل «لأعلى سعر»، الذي يعرض على قناة دبي وقنوات أخرى، للمخرج محمد جمال العدل، وبطولة نيللي كريم، التي أصبحت من الأسماء التي يتعقبها الجمهور ليتابع الشخصيات التي ستقدمها، والتي تقدم في هذا العمل دور راقصة باليه، لكن ومن الحلقة الأولى تابع الجمهور معها، وبعد رقصتها، عملية إرهابية فاشلة، كادت أن تودي بحياة والدها (نبيل الحلفاوي) وفرقته الموسيقية، أيضاً في هذا العمل إشارة إلى الإرهاب الذي يقف ضد الفن دائماً، ومن الواضح - حسب الشخصيات وطريقة تقديمها منذ الحلقة الأولى - أن ثمة رابطاً بين إظهار الشر الكامن، في النفوس التي نعتقد أنها صالحة وخيّرة في حياتنا، لتظهر العكس وتكون في صفوف القتلة.

يقف إلى جانب نيللي كريم، كل من أحمد فهمي، وزينة، وأحمد مجدي، وغيرهم.

«أرض جو»

المخرج محمد جمعة، يقدم هذا العام مسلسل «أرض جو»، من بطولة غادة عبدالرازق، التي من الصعب أن ترضى إلا أن تكون ضمن بطولة فردية، تحوم حولها أسماء لممثلين آخرين، وهي في كل عام تثبت أنها قادرة على تقديم الشخصيات المختلفة من كل الطبقات، ومن كل الحالات الاجتماعية، وهذا العام هي مضيفة طيران متورطة بشكل مباشر ومخطط له في خطف طائرة، وهذا ما اتضح في الحلقة الثانية تحديداً، كيف؟ ولماذا؟ ولصالح مَنْ؟ أسئلة كثيرة، ستكون الإجابة عنها عبر الحلقات القادمة، ولاشك في أن الجماعات الإرهابية ستكون ذات حضور كبير في هذا العمل، إلى جانب تجار الأسلحة، وغيرهم من مجرمي وتجار الحروب.

«كان في كل زمان»

محمد القفاص وسائد بشير الهواري، يقومان بإخراج مسلسل يتكون من حلقات منفصلة، من بطولة عدد كبير من الممثلين، على رأسهم سعاد العبدالله، جاسم النبهان، وشجون، وغيرهم.

في الحكاية الأولى، التي تناولت نظرة الغرب إلى العرب، والسمة التي باتت معلنة أنهم إرهابيون، تظهر سعاد العبدالله، الجدة التي تقضي إجازة صيفية مع ابنها وزوجته وأحفادها في أوروبا، وفي إحدى النزهات تجلس لتصلي في الحديقة، موبخة أحفادها على صراخهم وإزعاجهم، مطالبة إياهم بضرورة الهدوء، ثم تسحب ألعاب المسدسات منهم، وتضعها تحت عباءتها، وخلال صلاتها تحاول لفت انتباه أحفادها إلى ضرورة الهدوء، بطريقة المسلمين التقليدية، حينما يحاولون لفت انتباه أحد ما بجوارهم إلى شيءٍ ما خلال صلاتهم، فيرددون «الله أكبر»، لتعيدها مرة ثانية وثالثة، ووسط انفعالها تسقط لعب الأسلحة منها، لتواجه تهمة أنها إرهابية، حلقتان متتاليتان كانتا ذكيتين لدرجة وضع اليد على الجرح.

الأكثر مشاركة