قُصي خولي.. عودة إلى زمن التمثيل الجميل
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على نجاح العمل أو فشله.
أثرت الحرب في سورية على الممثلين السوريين، كما حال أي قطاع حيوي، وبات المشاهد العربي يتابع أخبار فنانين سوريين يعملون في أعمال عربية متعددة، يبعدون عن بيئتهم وعن لهجتهم أيضاً، وهذا كان له من الأبعاد السلبية على بعض الممثلين السورين الذين لم يتركوا بصماتهم في أعمال عربية، تجدهم في الصف الثاني، سواء بالأسماء أو بالحضور، وفي الوقت نفسه أثبت البعض القليل منهم وجوده، مثل الممثل السوري باسل خياط، الذي أصبح اسما لامعاً في الدراما المصرية، خصوصاً بعد دوره في مسلسل «الرحلة»، الذي عرض العام الفائت. في المقابل، لم يسعف الحظ الممثل قُصي خولي، على الرغم من أنه يعدّ من الممثلين السوريين المهمين، الذي قدم أدواراً قبل الحرب كانت تنبئ بأدوات ممثل من نوع خاص، مثل دوره في «تخت شرقي»، و«الولادة من الخاصرة»، و«غزلان في غابة الذئاب»، وغيرها»، ومع ذكر «غزلان في غابة الذئاب»، الذي كتبه فؤاد حميرة وأخرجته رشا شربتجي وتم إنتاجه في عام 2006، من الممكن أن يكون له علاقة بشكل الدور الجديد الذي يطل به قُصي خولي هذا العام في مسلسل «خمسة ونص» للمخرج فيلب أسمر.
من المبكر الحديث بشكل أوسع عن دور قُصي، لكن الحلقة الأولى كانت قوية وكفيلة بتوضيح شخصية (غمار) التي يؤديها خولي، ثمة ما يربط بين شخصية (سامر) التي أداها في «غزلان في غابة الذئاب»، وبين شخصية (غمار)، على الرغم من أن (سامر) كان عنيفاً منذ البداية، على عكس شخصية (غمار) التي تخبئ غضباً لا يظهر على تفصيل وجه خولي، لكنك تشعر به، وهذا يعطي خولي المساحة التي سيتفنن ببث شخصيته ومشاعرها المختلطة.
شخصية مركبة فيها من الحزن الكثير كيف لا وهو شاب من أم سورية ابن الغانم المسؤول الكبير في لبنان، لفظه والده بعيداً عنه وعن شقيقه الوحيد الذي توفي في الحلقة الأولى، ما جعل الغانم يرسل من يأتي بابنه، فالسلطة والتمسك بها يحتمان على الغانم فرض مصلحته الشخصية بعيداً عن مشاعر ابنه الذي استغنى عنه منذ الصغر.
دور (غمار) في مسلسل «خمسة ونص»، الذي يجمع بين ممثلين من لبنان وسورية،يعيد قصي خولي إلى زمن التمثيل الجميل الذي اعتاده الجمهور منه، فهو من المشهد الأول الذي ظهر به أكد هذه العودة، واستطاع أن يجذب المتلقي أكثر من أي ممثل يوجد إلى جانبه.. وهنا قوة حضور خولي.
«استطاع قصي خولي أن يجذب المتلقي أكثر من أي ممثل يكون بجانبه».