علياء فؤاد.. تعلّمت الصبر مع صوم العصافير
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصوم، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صوم العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر خمس سنوات.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفلة علياء فؤاد (ثماني سنوات)، بدأت صوم العصافير وهي في السادسة، وكان شهر رمضان المبارك يأتي حينها في وقت الصيف، حسب ما قالت والدتها، ومع هذا تؤكد (أم علياء): «إنني شخصياً لم أكتشف أنها تلاعبت بساعات الصيام، ولم أشاهدها وهي تخبئ الطعام أو تشرب المياه، ولم أسألها لأني كنت أحزن عليها لأنها أصرت على الصيام وكان الشهر الفضيل في فصل الصيف مع الحرارة الشديدة وساعات الصوم الطويلة، كنت لا أحرجها إذا ما كانت تشرب أو تأكل، لأنني كنت أريد تشجيعها».
بدورها، عبّرت علياء عن فرحتها بالشهر الفضيل، وأنها تريد الصيام دائماً: «كنت ألمس فرحة عائلتي وتحضيراتها المستمرة لطقس رمضان، وكنت أساعد والدتي كثيراً، وأشعر بفرحها
وفرح أشقائي الأكبر مني ولهفة والدي»، وقالت: «نعم صمت صيام العصافير، وتحديت الصيف، وتعلّمت الصبر، لأنني كنت أريد أن أكون مثل والدتي، وهذا العام وقد وصلت إلى السنوات الثماني سأصوم الساعات كلها».
ومن الأمور التي تحبها علياء في شهر رمضان، شكل المائدة والأصناف المتعدّدة والمشروبات الرمضانية، والحلويات.
«نعم صمت صيام العصافير، وتحديت الصيف، وتعلّمت الصبر، لأنني كنت أريد أن أكون مثل والدتي».