دارين وكريم.. صيام من أجل الفقراء
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصوم، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفلة دارين شحادة (10 سنوات) في الصف الخامس، وشقيقها الأصغر كريم شحادة (ثماني سنوات) في الصف الثالث، قررا سوياً صيام شهر رمضان بشكل كامل منذ العام الفائت،
واستطاعا أن يصوما الشهر بكل حب وتحدي، فهما وبكل براءة الأطفال يؤكدان أن صيامهما مبني على الإحساس بالفقراء والتقرب من الله.
وتؤكد والدة دارين وكريم: «بالنسبة لابنتي فقد خاضت تجربة صيام العصافير منذ عامين، وكانت تصوم بداية إلى وقت أذان الظهروتدرّجت الى أذان العصر». وأضافت: «لكن العام الفائت فاجأتني دارين بأنها تريد صيام الشهر كله بكل ساعاته، وأنها أصبحت مدركة لمعنى الصيام دينياً واجتماعياً». وقالت: «مع أن دارين أصيبت العام الفائت بحرارة مرتفعة، ومع هذا أصرت على الاستمرار بالصيام»، وتابعت الأم: «مع أن معظم أقرانها من العائلة لم يصمن ومع هذا كانت مصرّة، وهذا الإصرار شجع شقيقها الأصغر كريم»، موضحة: «كريم لم يخض تجربة صيام العصافير فقد كان صغيراً جداً، وعندما أراد أن يقلد شقيقته في الصيام لساعات معدودة كان مثلاً يشرب الماء ويقول أن الماء لا يبطل الصيام، ويأكل (العلكة) ويقول إنها أيضاً لا تبطل صيامه»، مؤكدة: «لكن العام الفائت تشجيعاً من العائلة، قرر كريم صيام الشهر واستطاع وشعرنا بالفخر به».
ومن الأسئلة المتعلقة بشهر الصوم قالت أم دارين: «كانا يسألان طوال الوقت إذا بلعا ريقهما.. هل يعدّ ذلك إبطالاً للصيام، أو استخدام المعجون هل يفطر؟ وتؤكد الأم أنها حرصت على تشجيع أبنائها على الصيام منذ الصغر، وكانت تقول لهما إنني سأمنحكما هدية على كل ساعة صيام كي يعتادا الصوم منذ الصغر.