دور.. وممثل
لولوة الملا... لؤلؤة الدراما الخليجية المقبلة
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.
تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.
في أدائها خليط بين القديرة حياة الفهد والممثلة المصرية عبلة كامل، فمن تابع المسيرة الفنية للممثلة الكويتية لولوة الملا، والتي لا تتعدى بضع سنوات، يدرك أن هذه الشابة ممثلة مجتهدة تتقمص الشخصية بشكل مدروس، تشعر بأنها تحب التمثيل من كل قلبها، فمنذ انطلاقتها عبر قناة «يوتيوب» من خلال برنامج «شنو يعني» بعدد من «الاسكتشات» الدرامية، استطاعت الملا أن تلفت الانتباه إليها، وانتقلت بعدها مباشرة للعمل في الدراما أمام كبار الفنانين، مثل سعاد عبدالله في مسلسل «أمنا رويحة الجنة» عام 2015، وأمام حياة الفهد في مسلسل «بياعة النخي» عام 2016، وهذان العملان يؤكدان أن الملا استطاعت من البداية أن تكون حاضرة ولافتة أمام هذه القامات الفنية في منطقة الخليج العربي.
هذا العام تظهر لولوة في المسلسل الذي يعد الى هذه اللحظة الأفضل بين المسلسلات الخليجية بشكل عام، «دفعة القاهرة»، للمخرج علي العلي في شخصية نزهة ابنة الخياطة، الأولى على صفها والتي حصلت على بعثة من بلادها الكويت لتكون ضمن أول دفعة فتيات يتم ابتعاثهن للدراسة خارج بلادهن. لولوة التي تعيش بين طالبات من الطبقة الاجتماعية الغنية، تسكن غرفتها من دون شريكة، تجدل شعرها بضفيرتين كأنها مازالت في المدرسة، ترتدي ملابس بسيطة، على الرغم من أن زميلاتها يرتدين صنع والدتها، تعيش ساكنة، متأملة كل ما يدور حولها في القاهرة من تفاصيل، بمجرد حضورها تطغى على كل الأزياء والماكياج المتناثر حولها، فهي عملياً تشكل خطاً ميلودرامياً سيكون له شأن في تغيير أحداث كثيرة في العمل، الى جانب شخصية الكفيف فهد التي يؤديها الممثل حمد أشكناني.
مشهدان كانا دلالة على ما ستقدمه شخصية نزهة في العمل، والتطور الذي سيحدث لها في الحلقات المقبلة، الأول عندما تلقت صفعة على وجهها من والدتها الخياطة التي تؤدي دورها انتصار الشراح، وردّة فعلها وهي تسمع كلمات هذه الأم التي قالت لها «نحني ظهري عشان يصير راسك من راسهم»، والمشهد الثاني عندما أرسلت رسالة الى أمها تقول فيه «أمي الحبيبة اشتقت إليك، لحضنك لأخوتي وللكويت، ولصوت ماكنة الخياطة، أشعر أنني محظوظة، ارتديت قميصاً خيطته لي فغمرتني رائحتك، أريد منك أن تزوريني في القاهرة، هل تعرفين أن طريق السكن الى الجامعة يستغرق أغنية جبار كاملة».
هذه الممثلة ومع أنها بدأت بالظهور منذ سنوات قليلة تملك اختلافاً بكل شيء، شكلها وحجمها وملامحها تبدو مختلفة عن بقية الفنانات اللواتي يعتمدن على عمليات التجميل والتي أبعدتهن عملياً عن صدقية أدائهن، لكن من يؤمن بالفن وبقيمة التمثيل يؤمن بحقيقة هذه الفتاة التي تمثل شريحة مهمة من المجتمع العربي بشكل عام، تعتمد هذه الممثلة على وجهها وردود فعلها وعيونها، وتمثل بكل جزء حي فيها، تبث مشاعرها وتتسق مع كل مشهد بحرفية. لولوة الملا ببساطة ستكون لؤلؤة الدراما الخليجية المقبلة، خطواتها متأنية، تفرض حضورها وباتت من الأسماء التي يتم البحث عنها.