سلطان العامري.. يجرّب لأول مرة صيام العصافير

منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ طرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصوم، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل محاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر خمس سنوات، حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.

الطفل سلطان العامري (ثماني سنوات)، قرر أن يبدأ تجربة الصيام هذا العام، لكن بشكل تدريجي، وتطبيق ما يطلق عليه صيام العصافير، بحيث يصوم سلطان عن الطعام والشراب إلى وقت الظهر، وعن الطعام فقط إلى أذان المغرب لكنه يشرب الماء، وتقول والدة سلطان: «فخورة بتجربة ابني في الصيام، وسعيدة وأنا أراه يتعلم الصبر، خصوصاً أن سلطان منذ العام الفائت كان يقول إنه يريد أن يصوم أسوة بأفراد العائلة والأقارب، وهذا العام تحديداً أعلنها صراحة أنه يريد الصيام»، وقالت «لذلك قلت له عن صيام العصافير»، موضحة «في البداية ضحك سلطان على هذا المصطلح، وعندما وضحت له معناه، وأنه عبارة عن تدريب على التحمل والصبر اقتنع بالفكرة، وبات منذ اليوم الأول من الشهر الكريم يظهر حماسه، ويفرح لكل ساعة زيادة على اليوم الذي قبله».

وقالت أم سلطان: «هذه الطريقة وجدت ليشعر الأطفال بقيمة الصبر والتدرب عليه، والإحساس بالآخرين المحرومين لشهور طويلة من الطعام بسبب ظروف مختلفة، الطفل يجب أن يعي منذ الصغر كيفية الشعور بمن حوله، وهذا الوعي يتجسد بشكل نبيل في الشهر الكريم».

الأكثر مشاركة