آمنة وميرا الزعابي تودعان صيام العصافير

منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصوم، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.

آمنة وميرا الزعابي في الصف الرابع، قريبتان في العمر نفسه، بدأتا الصيام منذ العام الفائت، صيام العصافير، وكانتا متحمستين وكل يوم تعبران عن هذا الفرح لعائلتيهما، وفي هذا العام اتفقت آمنة وميرا على أن تصوما صيام العصافير باستثناء يومي الجمعة والسبت، لأنهما قررتا صيام هذين اليومين كاملين، ونجحتا في ذلك واستحقتا تقديراً كبيراً من قبل كل أفراد العائلة. تقول والدة ميرا «منذ العام الفائت تحمست ابنتي لشهر رمضان المبارك، وكانت تريد الصيام كالكبار، وشجعتها على ذلك، ورويت لها قصة صيام العصافير، ففرحت أكثر». وأضافت «لدى ميرا ابنة عمتها المقربة آمنة، تتفقان على كل شيء، وتتشاركان كل التفاصيل، حتى قرار الصيام اتفقتا عليه»، موضحة «هذا العام تحديداً قررت كل من ميرا وآمنة صيام يومي الجمعة والسبت كاملين، ونجحتا بكل تحدٍّ وصبر وتوق لأن تكون بداية لهما بصيام الشهر الفضيل العام المقبل كله وتوديع صيام العصافير».

وقالت «ميرا ابنتي تحب شهر رمضان كثيراً، خصوصاً طقس السحور، تشعر بأنها كبيرة عندما أقوم بإيقاظها من النوم لتشاركني ووالدها هذا الاجتماع العائلي قبيل أذان الفجر». وقالت «آمنة وميرا تكونان في قمة السعادة في رمضان بسبب الزيارات العائلية، وتسعدان جداً بالأطعمة والحلويات المتبادلة بين الجيران والأقارب». وأضافت «فرحة الدنيا كلها بعيون ميرا وهي تأكل اللقيمات من صنع يد جدتها، وآمنة تحب الهريس كثيراً، وأهم ما في حياتهما في هذا الشهر الفضيل أنهما لا تنامان مبكراً وتشعران بأنهما أصبحتا مثل الكبار».

- نجحت آمنة وميرا في صيام يومين كاملين واستحقتا تقدير العائلة.

الأكثر مشاركة