محمد الزعابي.. شرب الماء لا يبطل «صيام العصافير»
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصوم، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفل محمد الزعابي في الصف الثاني الابتدائي، لاحظ كلمات التشجيع والمديح من قبل والديه لشقيقته الكبرى، فقرر تقليدها، فوقف أمام أمه وأعلن أنه يريد الصيام. تقول والدته «شعرت بالسعادة، لكن عمره صغير على التحمل، فاتفقت معه أن يصوم ساعات قليلة عن الطعام، فوافق، لكنه لم يقتنع بأن شرب المياه يبطل صيامه، فكنت أقول له لا بأس، اشرب المياه وحاول أن تبتعد عن الطعام». وأضافت «يصوم ابني محمد من الساعة الثالثة إلى أذان المغرب، ويصر علينا أن نوقظه على السحور، كي يشعر بأنه مثل شقيقته، ويأتي كل ليلة ويؤكد أنه سيزيد من ساعات صيامه».
وقالت «في يوم جاءني محمد وسألني ما هو الصيام؟ هل هو فقط الامتناع عن الطعام، ففسرت له المعنى الحقيقي لهذا الطقس، والذي يرتبط بالشعور تجاه من لا يجد الطعام، فشعرت بتأثره حتى إنه في يوم قال لي إنه جائع لكنه لن يأكل لأنه يريد أن يشعر بالفقراء».
وقالت أم محمد «فخورة بابني، وبمحاولاته، وبسعادته وهو يقول للأقارب عن تجربة صيامه، والأهم أنه بات على وعي بأن الصيام عبادة تجعلنا نشعر بالآخرين وتقربنا الى الله».
«يصوم محمد من الساعة الثالثة إلى أذان المغرب».