حسين شريف: بدأتُ الصيام وأنا نائم
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصوم، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة، والكبيرة في معناها.
يقول الطفل حسين شريف وعمره 10 سنوات: «والدتي أقنعتني قبل ثلاث سنوات عندما أبديت رغبتي بصيام شهر رمضان، أنه بسبب عمري الصغير فإن صيامي يكون عند نومي»، وقال: «كنت أستغرب من هذا النوع من الصيام ،ولكنها أقنعتني بالسؤال: هل النائم يأكل أو يشرب؟ وكنت أقول لها كلا، لذلك اقتنعت وكنت أقول للجميع إنني صمت وأنا نائم»، وأضاف «لكن منذ العام الفائت قررت تجربة الصيام، وبدأت صيام العصافير لساعات قليلة»، مؤكداً «هذا العام قررت صيام الأيام كلها وبساعاتها، وأصبحت سعيداً جداً».
وقالت (أم حسين): «نعم اخترعت له قصة الصيام اثناء النوم، فلم أكن أريد التقليل من حماسته تجاه تجربة الصيام المهمة في الحياة»، وأضافت «فخورة به جداً هذا العام، لأنه يجرب للمرة الأولى صيام الساعات كلها».
وإذا ما كان ثمة أساليب اتبعتها لتشجيع أطفالها على الصيام قالت: «هدية الصائمين هذا مصطلح أطلقته في منزلي، كي أشجع ابنائي على الصيام، والمكافأة كانت الإتيان بهدية بناءً على طلبهم، ومازال لهذه الهدية المفعول الكبير في تحديهم وصبرهم».
- «اقتنعتُ بكلام أمي، وكنت أقول للجميع إنني صمت وأنا نائم».