دور.. وممثل
دينا الشربيني.. محاولة أخرى لبطولة مطلقة
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.
تتغير الشخصيات، ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.
عندما ظهرت الممثلة المصرية دينا الشربيني في أول بطولة مطلقة لها العام الفائت في مسلسل «مليكة»، للمخرج شريف إسماعيل، تعرضت لانتقادات واسعة بأنها استعجلت البطولة، خصوصاً أنها قدمت أدواراً مساندة لأعمال درامية متنوعة سابقاً، وكانت دائماً ما تلفت الانتباه لموهبتها، وبالفعل لم ينل مسلسل مليكة إعجاب المشاهدين، والذي تزامن مع أزمة علاقتها مع المطرب عمرو دياب، وتعرضت الشربيني على أثر ذلك لتنمر مستمر، لتطل هذا العام وهي بطلة مطلقة لعمل جديد اسمه «زي الشمس»، كتبته مريم نعوم، والإخراج تعرض لمشكلات عديدة، بحيث بدأت فيه المخرجة كاملة أبوذكرى، وانتهى بوجود اسم المخرج سامح عبدالعزيز فقط.
الشربيني تظهر بشخصية نور، التي تعرضت لخيانة مزدوجة من خطيبها الذي أقام علاقة مع شقيقتها، وانتهت بمغادرة نور إلى لندن، وزواج أقرب اثنين إلى قلبها. أحداث العمل تجري بشكل بوليسي، وعلى ما يبدو أن هذه النوعية من القصص تهواها الشربيني، مثل ما حدث مع عملها الفائت مليكة، لكن الفرق بين العملين، أن شخصية مليكة كانت مرتبكة، تدل على خبرة بسيطة لتحمل معنى البطولة المطلقة، أما شخصية نور فأكثر تماسكاً وثقة، مع وجود بعض المبالغات في ردود أفعالها، خصوصاً في المشاهد التي تصرخ فيها.
وفي الحلقات الأولى، لفتت الشربيني الجمهور إليها مع مشهد اكتشافها للعلاقة التي تجمع بين شقيقتها وخطيبها، أهمية هذا المشهد أنه قد يحدث بالفعل، عندما تقع المرأة في الحب، وتصل إلى مرحلة التغاضي عن مثل هذه الخيانة بالتذلل للحبيب، الذي يؤدي دوره بشكل لافت الممثل أحمد صلاح السعدني في شخصية عمر.
هذا المشهد تحول إلى تريند في وسائل التواصل الاجتماعي، وبناء عليه أصبحت الشربيني ليست حبيبة عمرو دياب، بل ممثلة تستحق أن تتم متابعتها، لأن لديها موهبة وطاقة تمثيلية، إذا ما وضعت مع نص جيد ومخرج يستطيع إدارة الشخصية ويظهر للناس الشيء الجديد، فحتماً ستكون النتيجة عادلة للجهد الذي بذلته الشربيني لتعيد ثقة الجمهور بها، وقد نجحت.
أحداث العمل بشكل عام مشوقة، والأهم أن خيوط الجريمة محيرة، وتجعل المشاهدين يشكون بكل ممثل يظهر في العمل، فالحكاية لها علاقة بجريمة قتل، راحت ضحيتها فريدة شقيقة نور، التي تؤدي دورها ريهام عبدالغفور، التي تثبت دائماً أنها الأقوى في أي مشهد تظهر فيه، بحيث لا ينتبه أحد إلى وجود ممثلين إلى جانبها.
وعودة للحديث عن الشربيني، فبهذا الدور استطاعت أن تثبت قوتها وقدرتها على تقديم شكل جديد ومختلف، لكن عنصر المبالغة مازال لاصقاً لها، فهي تعتقد أنها عندما تزيد نبرة الصوت علواً في الصراخ فهذا يجعلها ممثلة أفضل، والبطولة المطلقة ليست منصفة بوجود أسماء أخرى مهمة في العمل، مثل سوسن بدر، وريهام عبدالغفور، وجمال سليمان.