علياء صلاح: صديقتي ميمي شجعتني على الصيام

منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصيام، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.

علياء صلاح وميمي رائد صديقتان في الصف الثالث، لا تفترقان أبداً، وأسرارهما وأحلامهما معاً، عندما قررت علياء خوض تجربة الصيام أخبرت ميمي التي تدين بالديانة المسيحية، فما كان من ميمي إلا أن شجعتها، بل وقالت لها إنها ستصوم معها اليوم الأول دعماً لهذه التجربة.

تشجعت علياء وقالت لأمها إنها تريد صيام شهر رمضان المبارك، لتدرب نفسها على الصبر وعلى الإحساس بالآخرين المحتاجين، فرحت الأم والعائلة كلها لهذا القرار وفرحت أكثر لدعم صديقتها ميمي لها، وتقول (أم علياء): «كنت أتوقع أنها ستخفق في اليوم الأول، لكن وبسبب دعم ميمي لها وخوض تجربة الصيام معها نجحتا في ذلك»، وأضافت «مازالت ابنتي صغيرة على الصيام وقلت لها إن نجاحها في صيام اليوم الأول كله هو انجاز، لكن ليست مضطرة الى أن تصوم الشهر كله، وعليها أن تكتفي بصيام بضع ساعات، وهذا الذي سيجعلها تتدرب على الصيام»، مؤكدة «موقف ميمي كان محط ثناء واعجاب كل من عرف الحكاية، وهذا يدل على مدى الترابط بين الديانات والتسامح على عكس ما يحاول البعض تصديره، فالأطفال لا يكذبون في مشاعرهم».

بدورها، قالت علياء: «سعيدة لخوض هذه التجربة وسعيدة لمساندة صديقتي لي، والعام المقبل سأعمل على صيام الساعات كلها، ولن أكتفي بصيام العصافير».

• صديقتها المسيحية ميمي صامت معها اليوم الأول دعماً لهذه التجربة.

الأكثر مشاركة