يارا أحمد: شقيقي الأصغر شجعني على الصيام
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصيام، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفلة يارا أحمد وعمرها 11 عاماً، قالت إن تجربتها مع الصيام بشكل كامل بدأت العام الفائت، بسبب غيرتها من شقيقها الذي يصغرها بعامين، وتضيف «بدأت صيام العصافير وأنا عمري ثماني سنوات، واستمررت على ذلك، الى العام الفائت»، هنا تدخلت أم يارا وقالت: «بصراحة فقد شعرت يارا بالغيرة من شقيقها الأصغر، حيث إنه بدأ الصيام العام الفائت بشكل كامل واستطاع أن ينجح في ذلك، وبناء عليه قررت يارا الصيام أسوة بشقيقها، كي لا تتعرض للوم أو مقارنة من الأقارب».
وتقول يارا: «نعم شقيقي الأصغر هو من شجعني، لكنه الى اليوم يقول هذه الحكاية للجميع إنه السبب وراء أنني صمت شهر رمضان كله العام الفائت».
وتصف يارا تجربتها بالقول: «الشعور جميل، وتحديداً هذا العام بحيث قررت أمي أن أساعدها في إعداد المائدة وحتى الطعام، ما يجعلني أشعر بأنني كبيرة»، وتضيف «أجمل شعور هو عندما نحضر الطعام للمحتاجين، ونقوم بتوزيعه قبيل أذان المغرب، فهذا يشعرني بالفعل بفضائل شهر رمضان المبارك». وقالت: «أيضاً أحب عادة تبادل الأطباق مع الجيران، وتحديداً الحلويات»، مؤكدة «صيام العصافير مرحلة وانتهت من حياتي، وأنا أصبحت واعية كفاية لأتعلم معنى الصبر عن الطعام والشراب».