ليلى محسن: قبل الأذان بــ10 دقائق أفقد صبري
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصيام، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم، مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرّب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات، وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
استطاعت الطفلة ليلى محسن (13 عاماً) صوم الشهر الفضيل كاملاً منذ عامين، ونعود إلى أول تجربة لها، عندما كان عمرها سبع سنوات، عندما قررت الصوم وهي ترى شقيقاتها اللواتي يكبرنها في العمر يصمن، قائلة: «لم أكن أعرف معنى الصيام، ومسألة الامتناع عن الطعام والشراب كانت بالنسبة لي غريبة، لكن فيها التحدي». وقالت: «أنا الأصغر في بيتنا، لذلك مهما كبرت أشعر بأنني صغيرة، لأن عائلتي تعاملني على هذا الأساس». وأضافت: «عندما قلت لوالدتي إنني أريد الصوم، وكان عمري حينها سبع سنوات، انهمرت الدموع على وجنتي أمي»، وهذا ما أكدته والدة ليلى: «هي بالتأكيد لا تتذكر، لكني كنت أقول لها القصة كل عام. إنني بكيت كثيراً عندما قالت لي إنها ستصوم، فطفلتي الصغيرة تريد أن تقتدي بنا وبشقيقتيها». وأضافت الأم: «لذلك قلت لها عن صيام العصافير، ورفضت ليلى إلا أن تصوم الساعات كلها، لكن المضحك أنها قبيل أذان المغرب بـ10 دقائق كانت تنهار، وتأتي إلى المطبع تستأذن أن تأكل لقيمة من هنا أو تشرب الماء»، وهنا ضحكت ليلى، وأكدت: «أنا أذكر هذا المشهد، لأنه تكرر أيضاً وأنا في عمر التاسعة، وكنت استغرب فقدان صبري في اللحظة الأخيرة»، مؤكدة «لكن ومنذ عمر 10 سنوات التزمت الالتزام الكامل، وفخورة بنفسي وبسعادة عائلتي بي».