وفاء يوسف.. تصوم 3 ساعات يومياً
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصيام، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفلة وفاء شيخ يوسف، ومع أن عمرها لم يصل الى السادسة، قررت أن تصوم بعد أن سألت أمها عن معنى الصيام، وشرحت لها الأم المعنى بطريقة مبسطة، لتفاجأ بالطفلة تقف أمامها وتعلن أنها تريد أن تكون مثل أمها وتصوم الشهر الفضيل.
تقول أم وفاء «ابنتي صغيرة جداً حتى على فكرة الصيام، لكنها تحمست بسبب الطقوس والتحضير قبيل الشهر الفضيل، وكانت كل يوم تسألنا عن شهر رمضان، ونؤكد لها أنها عندما تكبر سنجعلها تصوم». وأضافت «لكنها أصرت على خوض التجربة فقلت لها عن فكرة صيام العصافير، وفرحت كثيراً بالتشبيه، خصوصاً أنها تحب العصافير جداً، وقلنا لها إنها تستطيع شرب الماء في أي وقت حتى لو صامت عن الطعام لمدة ثلاث ساعات». وأكدت أم وفاء «كل يوم تختار ابنتي ثلاث ساعات من اليوم، إما صباحاً أو قبيل أذان المغرب، وأنا فخورة جداً بابنتي وسعيدة لخوضها هذه التجربة التي اضافت فرحاً على يومياتنا الرمضانية».
وقالت «من الجميل أن يبدأ أطفالنا التعرف إلى الشهر الفضيل، والأهم معرفتهم أن هذا الشهر ليس فقط للامتناع عن الطعام والشراب لساعات محدودة، بل هو الشهر الذي تتجلى بلياليه كل معاني الاخلاق والإنسانية وحب العطاء».