غياب المنطق في «حكايتي»
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.
تتغير الشخصيات، ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على نجاح العمل أو فشله.
عندما لعبت الممثلة المصرية ياسمين صبري شخصية نادية في مسلسل «طريقي» أمام شيرين عبدالوهاب عام 2015، بشرت بولادة ممثلة تم تشبيه أدائها بالممثلة فاتن حمامة، وأصبحت صبري من الأسماء التي يتم متابعتها، وفي عام 2016 ظهرت في شخصية تمارا أمام محمد رمضان في مسلسل «الأسطورة»، ولفتت الانتباه إليها، وفي عام 2017، أدت شخصية حسنا أمام الممثل أحمد السقا في مسلسل الحصان الأسود، وكانت دائما محط إعجاب النقاد والمتابعين، مثنين على خطواتها المتأنية، لكن حضورها هذا العام كان مفاجئاً وهي تحمل على عاتق خبرتها القصيرة بطولة مطلقة في مسلسل «حكايتي» من تأليف محمد عبدالمعطي وإخراج أحمد سمير فرج، ويمثل فيه بعد اسم ياسمين صبري وفاء عامر، أحمد بدير، أحمد صلاح حسني، وغيرهم. الحكاية كلها مربكة وغير منطقية في مسلسل «حكايتي»، والأداء لغالبية الممثلين لا إبداع فيه، وكأنهم يقفون أمام الكاميرا لأول مرة، هذا الأمر قد يتحمله النص السيئ للعمل وإدارة المخرج المتواضعة للممثلين تحديداً، وبالنسبة للبطلة الرئيسة والتي تؤدي شخصية داليدا، فالحضور باهت، مهما حاولت من جهد، فهي حكاية مصممة أزياء من عائلة صعيدية لأول مرة نشهد فيها أن الثأر في الصعيد يطول النساء أيضاً، والملاحقة لها لا يمكن تحمل غياب المنطق فيها، فتشعر أن الإسكندرية التي هربت لها قريبة الى درجة أن ابن عمها وشقيقها يجدانها بسهولة فيها وبلمح البصر، لا قصة واضحة المعالم في هذا العمل الذي بالفعل يعتبر من أسوأ الأعمال الدرامية، واستعجال البطولة لياسمين صبري سيحرم الجمهور من مشاهدتها في أدوار مؤثرة في الأعوام المقبلة، فهي لن ترضى إلا أن تكون بطلة، وهذا هو الفخ الذي يقع فيه من يستجدي سرعة البطولة.
داليدا حتى بعلاقة الحب التي تنمو أمام شاطئ الإسكندرية مع الممثل أحمد صلاح حسني الذي يؤدي شخصية علي، قدمت ثنائية باهتة، لا أثر لها بسبب حوار لا معنى له يجمع بينهما، وأحداث بعيدة كل البعد عن الواقع.
ياسمين صبري كانت مشروع ممثلة تعيد قيمة التمثيل لأيام الزمن الجميل، لكن مع تجربتها الأولى في البطولة وضعت نفسها في مكان لن يجعلها قادرة على العودة لتمثل من دون أن يكون اسمها الأول، لكن موهبتها تستحق أن تعطى ليس فرصة واحدة بل أكثر على أمل أن تختار نصوصاً تنصفها، ويستطيع مخرج أن يعي معنى موهبتها وقدرتها على التنوع.
ظهور «ياسمين» كان مفاجئاً وهي تحمل على عاتق خبرتها القصيرة بطولة مطلقة.