أول مرة
نايا عبدالهادي: الصيام يجعلني كبيرة
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصيام، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفلة نايا عبدالهادي، وعمرها سبع سنوات عندما قالت لأمها إنها تريد صيام شهر رمضان، ضحكت الأم وقالت لها إنها مازالت صغيرة، وإن الصيام للكبار فقط، فأعجبت نايا بفكرة ارتباط الصيام بالكبار، وقررت أن تصبح كبيرة، وتخوض التجربة.
وتقول الأم: «حين رأيتها مصرة قلت لها حكاية صيام العصافير، لكنها لم تقتنع لأنها ربطت هذا الصيام بالصغار، وهي تريد أن تكون كبيرة».
وأكدت الأم «مشيت معها وقلت لها إنني وافقت على صيامها، لكن ومنذ اليوم الأول بدأت تسأل هل شرب الماء يبطل الصيام، هل الشوكولاتة تبطل الصيام، وأنا أقول لها نعم يبطل الصيام، أما اذا صمت صيام العصافير فتستطيعين الشرب وأكل الحلويات والطعام بعد ساعتين فقط».
وقالت: «حينها تراجعت طفلتي الصغيرة عن قرارها في أن تصبح كبيرة، وبدأت صيام العصافير الذي استمتعت به، واستمتعت برواية مرور الساعات القليلة التي تمتنع عن الطعام فيها، وكل ليلة نجلس ونستمع لهذه الانتصارات الكبيرة ببراءة طفلة أدركت لتوّها معنى الصيام ومعنى فضائل الشهر الفضيل».