منى واصف ورفيق علي أحمد وأحمد بدير .. جيل لا يهتم بتصدّر شارة المسلسلات
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.
تتغير الشخصيات، ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على إنجاح العمل أو إفشاله.
قلة من الجيل القديم من الممثلين مازالت تتصدر شارات الأعمال الدرامية، مثل عادل إمام، يحيى الفخراني، سعاد
عبدالله، وحياة الفهد، أما معظم الممثلين بات حضورهم في الأعمال ضيوف شرف، أو لإيجاد نوع من التوازن، خصوصاً عندما يخفق البطل الرئيس في العمل، هم يتركون أثرهم بسبب تاريخهم المهني الذي يشهد حضورهم، والذي يطغى دائماً على المشهد، حتى لو كان حضوراً يقترن بمشاهد قليلة.
ممثلة على قدر ومكانة منى واصف، وحضورها ثلاثة مواسم في مسلسل «الهيبة»، وكل عام تأتي ممثلة تقف أمام البطل تيم حسن، ليكون اسمها قبل القديرة منى واصف في «الهيبة»، هذا العمل الذي يثبت كل عام أن لا معنى له على الرغم من شعبيته، ولا يترك حتى أثره في أداء معظم الممثلين، والسؤال بالفعل ما الذي يجعل قامة لها تاريخها قدمت للجمهور أدواراً لا تنسى في الدراما والسينما، وحتى في البرامج الإذاعية، أن تكون في عمل مثل «الهيبة»؟ وصورة واصف بشخصية (أم جبل) في هذا الجزء مستفزة، تحمل السلاح أيضاً، ظالمة، وغير عادلة، إذا ما كان الأمر لا يتعلق بأولادها، محرضة، مسيطرة، وهذه الصفات، ولو أنها كانت تظهر بشكل مبسط في الأجزاء الفائتة، إلا أنها واضحة في «الهيبة» الذي حمل عنوان الحصاد، وهو من بطولة تيم حسن وسيرين عبدالنور، الذي بالفعل يستحق أن يتوقف هنا وألا يكون جزءاً من تصدير نماذج سيئة إلى الجمهور بشكل أوسع.
في المقابل، كان ظهور الممثل اللبناني القدير رفيق علي أحمد، في مسلسل «خمسة ونصل» للمخرج فيليب أسمر، طاغياً على كل الممثلين، حتى لو أن دوره انتهى، لكنه استطاع بشخصية (الغانم) أن يؤكد الفرق بين جيله والجيل الذي يصر على أن يتصدّر البطولة في معنى فن التمثيل والأداء، مثله لا يحتاج إلى إرهاق المخرج، ومثله يستطيع بالفعل أن يجعل للتمثيل قيمة، حضوره في العمل أعطى توزاناً في المشهدين البصري
والأدائي، خصوصاً إذا ما وقف أمام أي ممثل موجود اسمه على الشارة، العمل بشكل عام، وهو من بطولة نادين نجيم
وقصي خولي، يعدّ من الأعمال القوية في هذا الموسم الرمضاني. أما الحالة المستغربة هي قبول الممثل القدير المصري أحمد بدير تأدية شخصية (أبوأدهم) في مسلسل «حكايتي» للمخرج أحمد سمير فرج، وبطولة مطلقة أولى للممثلة ياسمين صبري. بدير يعدّ من الممثلين الذين يمتلكون خصوصية في أدائهم، وتاريخياً يستطيع بدير - حتى لو كان ليس بطلاً - أن يترك أثره في الذاكرة درامياً وسينمائياً، لكن وجوده في هذا العمل كان مستغرباً، لأنه في الأساس مبني على سيناريو وحوار سيئ، إضافة إلى إخراج متواضع، وشخصيته على الرغم من أنه يكاد من القلة التي أتقنها بحرفية، فإنها تتفوق مع ضعف عام في الحضور لبقية الشخصيات.
لا يمكن حصر الأسباب التي تجعل من قامات في التمثيل القبول في الظهور في أعمال لا تتناسب وتاريخهم الفني، وأن تكون أسماء ممثلين لا تجربة لهم أو حتى تطور في أدائهم تسبق أسماءهم، لكن مجرد وجودهم في الأعمال هو ما يعطي ملمحاً، ويكون الأمل أن تستفيد الأسماء التي تتصدر الشارات أنها تقف أمام تلك القامات وتتعلم منها كل شيء حتى ألية النطق التي باتت ثانوية لدى العديد من الممثلين.
نجوم مخضرمون يفرضون حضورهم ولو بمشاهد قليلة.