أول مرة
محمد يدرب شقيقته ندى على الصيام «بقليل من الشوكولاتة»
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصيام، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صيام العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو في عمر السنوات الخمس.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفل محمد وائل، عمره 10 سنوات، بدأ صيام العصافير منذ كان عمره ست سنوات، لكنه هذا العام صام الساعات كلها، وقرر أن يدرب شقيقته ندى وعمرها ست سنوات على الصيام مثلما كان يفعل وهو بعمرها، ويشعر محمد بأن هذه مسؤوليته، خصوصاً أنه خاض التجربة وهو بعمرها. وقال «وجدت أن أعمل على تشجيعها، وقلت لها عن سعادتي عندما صمت لأول مرة في حياتي صيام العصافير، وأحبت ندى أن تكون شبيهة بالعصفورة، وأكدت لها أن هذا النوع من الصيام سيجعلها قوية وتتعلم الصبر». وأضاف «أقنعتها بأن تصوم ساعتين في اليوم وتستطيع شرب الماء خلالها، وكل يوم إذا استطاعت أن تزيد ساعة أو نصف ساعة». وقال «طبعاً تحاول ندى أن تقول لأمي إنه لا ضرر إذا أكلت الشوكولاتة أو شربت العصير، خصوصاً إذا كانت كمية قليلة، فنضحك كلنا على تفسيرها للصيام، لكني فخور بشقيقتي بأنها وبعد الأسبوع الأول من الشهر الفضيل أصبحت تصوم صيام العصافير دون أي مقالب».
- «ندى ترى أن الصيام سيجعلها قوية ويعلمها الصبر».