جمال سليمان.. بالسورية في «الحرملك» والمصرية في عملين
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، وتخلق علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.
تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على إنجاح العمل أو إفشاله.
يظهر الممثل السوري جمال سليمان في ثلاثة أعمال درامية مختلفة، إذ يتصدّر بطولة جماعية تميّزت بها الدراما السورية في المسلسل التاريخي «الحرملك» إخراج تامر إسحق، وضيف شرف في المسلسل المصري «زي الشمس» إخراج سامح عبدالعزيز، ويعود بعد ثماني سنوات من إنتاج الجزء الأول من «أفراح إبليس» لبطولة الجزء الثاني من المسلسل الذي يعرض على قناة «أو إس إن» المشفرة.
دور جمال سليمان الأبرز، هو في شخصية (الكيخي جاد) في مسلسل «الحرملك» الذي صوّر في العاصمة أبوظبي، إذ يظهر اسم سليمان في مقدمة بطولة جماعية، بحيث يأتي بعد اسمه سلافة معمار، وباسم ياخور، وسامر المصري، إضافة إلى التونسية درة والمصري أحمد فهمي.
الشخصية التي يؤديها سليمان هي الأبرز في العمل، إذ تدور حولها حكايات تلك الحقبة التاريخية (منتصف القرن الـ19) التي يقع فيها المسلسل، وهي شخصية تحمل كثيراً من التعقيدات النفسية التي قدمها الفنان السوري بشكل قوي ومدروس: فـ(الكيخي جاد) قضى طفولة مؤلمة، وفي سن المراهقة وجد نفسه منتسباً الى الجيش الانكشاري، ولفت الانتباه إليه بمواهبه في الفنون القتالية كافة، ما جعل منه قائداً عسكرياً لقمع حالات التمرد التي أرادت إسقاط الحكم، وبسبب تاريخه وقوته أصبح مرشحاً قوياً ليحكم دمشق بعد رحيل إبراهيم باشا عنها، كل هذا التطور في الشخصية يجعل سليمان كممثل مراد منه بث كل ما تعرّض له في الماضي، وما آل إليه حاضره، واستطاع بالفعل أن يعيد أداء الدور بتماسك، وحضور لافت.
يحكي سليمان في «الحرملك» بلهجته السورية، التي تشعره بقدرته على إيصال ما يريد دون جهد مضاعف، أو احتمال لو ضئيل بأن ينتقد، كما حاله في معظم أدواره التي قدمها في الدراما المصرية، والتي يظهر بها هذا العام كضيف شرف في المسلسل المصري «زي الشمس» في شخصية الدكتور جمال، أستاذ الحقوق البرجوازي الغامض، وصاحب العلاقة مع عائلة نور التي تدور حولها الحكاية، فثمة محاولة للكشف عن قاتل شقيقة نور فريدة، التي سيكون للدكتور جمال دوره فيها، كمتهم محتمل، خصوصاً أنه يظهر ارتباكه عندما تأتي سيرة فريدة، أو في المشهد الذي كشف فيه عن مرسمها، من الواضح أن ظهور شخصية الدكتور جمال ستكون أكبر في الحلقات الأخيرة من العمل، إذا ما كان متورطاً أو له سبب على الأقل في جريمة قتل فريدة.
يؤدي سليمان الشخصية بتأن، وبحوارات مقتضبة وبابتسامة تخفي سراً، يستطيع المشاهد لمسها بسبب أدائه المتسق مع شكل الشخصية.
شخصية سليمان في «الحرملك» تحمل كثيراً من التعقيدات النفسية التي قدمها الفنان السوري بشكل قوي ومدروس.
في «زي الشمس» يؤدي جمال سليمان الشخصية بتأنٍ، وبحوارات مقتضبة وبابتسامة تخفي سراً.