محمد رمضان..أدوار مكرّرة ولا جديد يقدمه
الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، وتخلق علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك نجد الممثلين النجوم الذين يظهرون في أدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات.
تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً قادراً على إنجاح العمل أو إفشاله.
دائماً ما يراهن الممثل المصري، محمد رمضان، على جماهيريته، ومهما قدّم من أدوار باتت مكررة، إلا أنه مازال يتصدر أعلى المشاهدات، تحديداً في بلده مصر. ومن الأمور التي يأسف عليها من تابع رمضان في بداياته أنه تم تشبيهه يوماً بالراحل أحمد زكي، ليس الشبه المتعلق بتفاصيل وجهه فحسب، إنما لخصوصية أدائه الذي فيه شيء شبيه بالخصوصية التي تمتع بها الراحل أحمد زكي، فكانت المقاربة مجحفة بحق الراحل، واللوم ليس فقط على رمضان وموهبته التي كان من الممكن أن تنضج وتختبر نفسها بأدوار مهمة، بل على خياراته، وعلى حصر شركات الإنتاج التي تدعمه على تصديره بشكل معين لا تجديد فيه، وتحديداً في السنوات الثلاث الفائتة. وبات متوقعاً دائماً أن رمضان سيؤدي شخصيتين في أي عمل يعلن عنه، كما حدث في مسلسل نسر الصعيد ومسلسل الأسطورة، وكأنه يصر على ألا قدرة لغيره على تجسيد الشخصيات، وأن لديه الكثير ليعطيه، لكن هذا وضعه في موقع أقرب إلى السخرية، وها هو يعيد نفسه مرة أخرى في مسلسل «زلزال»، للمخرج إبراهيم فخر، الذي لم يسلم من مشكلات متعددة آخرها تبرؤ كاتب العمل عبدالرحيم كمال منه، إضافة إلى أن رمضان كان يعتقد أن استقطابه للممثلة حلا شيحة، التي اعتزلت الفن منذ 12 عاماً، وعادت بعد خلعها النقاب ثم الحجاب، سيزيد من قوة المسلسل، وتناسى أن شيحة بالأساس لم تكن ممثلة متمكنة، وغيابها وعودتها في هذا العمل يؤكدان محدوديتها ونمطيتها وارتباكها في أداء دورها، وأخيراً وجود ماجد المصري الذي غضب منه الجمهور العربي كافة بسبب تصريحاته العنصرية تجاه الفتيات الإفريقيات، وسخريته من لون بشرتهن الغامق في برنامج «شيخ الحارة»، هذا أيضاً زاد من مشكلات العمل، وطريقة تقبله، خصوصاً أنه كعادته يؤدي دور الشرير، ولا جديد يذكر في أدائه وتعابير وجهه المكررة.
وعودة للحديث عن رمضان الذي يؤدي شخصيتين، الأولى حربي كرامة الذي يتوفى وعائلته في زلزال في التسعينات، وشخصية الابن محمد حربي كرامة، الناجي الوحيد من هذا الزلزال، ويجد نفسه وحيداً وعليه أن يعيد ما ضاع من عائلته في الزلزال وتحديداً قيمة المنزل، ويعيش تخبطاً في حبه الأول الذي ضاع منه.
أنت كمشاهد المراد منك أن تظل مركّزاً في الشخصيتين كي لا تخلط بينهما، وهنا تتبدّد فكرة الترفيه بسبب الجهد في تتبع التسلسل الدرامي، ودخول الشخصيات في بعضها، والحقبتين المختلفتين في العمل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ستعتقد في كثير من المشاهد أنك تشاهد شيئاً من «الأسطورة» حيناً ومن «نسر الصعيد» حيناً، لشدة التداخل في طريقة الأداء، التي لم تخرج بجديد، كل هذا، وسط تصدير محمد رمضان نفسه أنه «نمبر ون»، وقوة الضخ والتسويق التي حوله، ما يجعل من يتابعه من جمهوره الذي يحبه، مضطراً أن يتغاضى عن فكرة أن يشاهد عملاً متكاملاً وليس عملاً عنوانه محمد رمضان فقط.
«زلزال» لم يسلم
من مشكلات
متعددة،
آخرها تبرؤ كاتب
العمل منه.