دور.. وممثل.. يحيى الفخراني.. «نجيب زاهي زركش» بأجمل صور الكوميديا
مرة أخرى، وبعد غياب امتد إلى ما يقارب العامين عن الشاشة الفضية، أمضاهما النجم على خشبة المسرح لتقديم مسرحية «الملك لير»، يعود الفنان المصري القدير، يحيى الفخراني، إلى الشاشة الفضية من نافذة الكوميديا الرمضانية الفريدة في مسلسل «نجيب زاهي زركش»، وذلك عن نص للكاتب، عبدالرحيم كمال، الذي يكرر تجربته الفنية مع النجم للمرة الخامسة على التوالي، بعد مسلسلات عدة أبرزها «ونوس» رمضان 2016، و«دهشة» رمضان 2014، و«الخواجة عبدالقادر» رمضان 2012، و«شيخ العرب همام» رمضان 2010، فيما يعاود الفخراني تعاونه المثمر مع ابنه المخرج شادي الفخراني، الذي سبق أن قدم معه ثلاثة أعمال تلفزيونية ناجحة.
كوميديا مجددة
يعود الفخراني في مسلسله الرمضاني هذا العام بنَفَس كوميدي متجدد، يبدو من الوهلة الأولى متبايناً مع شخصيته السابقة «نادر التركي» في مسلسل «بالحجم العائلي»، فيطل علينا من خلال شخصية رجل ثري يكتشف بعد 30 عاماً أن لديه ابناً من بين ثلاثة أشقاء (سعيد وسعد ومسعد)، من زوجته (شفيقة) التي تؤدي شخصيتها في العمل الممثلة القديرة هالة فاخر، التي ينبئنا العمل أنها قضت في قصره الفخم مدة طويلة من حياتها، قبل أن يضطر صاحب القصر إلى الزواج منها وهي على فراش الموت، فتبدأ حبكة كوميدية متشعبة وخفيفة الظل، يقودها الثري نجيب زاهي زركش، سليل عائلة «زركش» التي أدخلت الفن إلى مصر قبل 120 عاماً، والساعي إلى بيع مكتبته السينمائية والسفر خارج مصر، إلا أن خطته تتعطل بسبب تعرضه لوعكة صحية مفاجئة تقودنا نحو عالميه المتباينين، اللذين برع الكاتب عبدالرحيم كمال في ابتداعهما لشخصية الممثل القدير يحيى الفخراني، الذي يرحل بنا في اكتشاف ذاته متنقلاً بين الكوميديا والمأساة التي تذكرنا بأحد أعمال رائد المسرح الألماني الشهير، برتولد بريشت، الذي يروي حكاية إقطاعي يعيش في قرية نائية مع خادمه المطيع، فيعاني أمزجة سيده المتقلبة، في مقاربة لشخصية «نجيب زاهي زركش» وخادمه الفنان، محمد محمود، في دور (طريف).
حضور آسر
ليس هناك مدعى للشك في وزن وقيمة الحضور الذي يسجله في كل مرة، الفنان القدير يحيى الفخراني على الشاشة، إلا أنه برع بشكل خاص هذه المرة في تقديم شخصية «نجيب زاهي زركش» باقتدار وحنكة استثنائيين، سواء في الجزء المتصل بتقلباتها المزاجية السريعة وصراعاتها النفسية المتعددة، أو لحظات القلق والحيرة التي سرعان ما تتحول، بين الصباح والمساء، إلى بهجة عارمة، كل ذلك جسده الفنان بحكمة الخبير الذي كشف لنا ليس فقط عن حضوره الباذخ على الشاشة، بل وعن تكامل أركان هذا الحضور ومدى تناغمه مع مختلف النجوم المشاركين في العمل.
نجومية
14 مسرحية، وما يقارب 50 مسلسلاً تلفزيونيا، و42 فيلماً سينمائياً وثمانية مسلسلات إذاعية، بالإضافة إلى أداء صوتي في عدد من أفلام الكرتون، ونسخ مدبلجة من أفلام عربية وأجنبية، هي الحصيلة الفنية للفنان يحيى الفخراني، الذي آثر الانتقال من مدارس الطب وعلوم الجراحة، إلى التمثيل والنجومية، ممضياً ما يقارب نصف القرن في العطاء الفني والإخلاص لمهنة التمثيل التي عشقها.
- 14 مسرحية و50 مسلسلاً تلفزيونيا و42 فيلماً سينمائياً وثمانية مسلسلات إذاعية.